مثقفون وخبراء : المسرح الفن الأقدر على مواجهة الإرهاب

  • 7/29/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:انتصار صالح شهدت الندوة الرئيسية للمهرجان القومي التاسع للمسرح المصري بعنوان المسرح ومقاومة الإرهاب، جدلاً حول جدوى دور المسرح في مواجهة الإرهاب وحدود قدرته على التأثير وحول تحديد مصطلح الإرهاب، تولى تنظيم الندوة المركز القومي للمسرح وأقيمت على مدار يومين في أربع جلسات انقسمت إلى محورين تناولا تجارب المسرح العالمي وعرض خلالهما عدد من التجارب العالمية والمصرية من عروض ونصوص انشغلت بمناقشة تجليات مختلفة لمفهوم الإرهاب، كما شهدت مطالبات بتوثيق النصوص التي تناولت قضايا الإرهاب وتذليل العقبات. في المحور الأول الذي خصص لتناول تجارب من المسرح العالمي قال د. أسامة أبوطالب إن المسرح ضد كل أنواع التمييز والتطرف والإرهاب، وهو ما يميزه عن سواه من الفنون، لأنه يحتفي بالديمقراطية ويقوم على فكرة الحوار مع الآخر لذلك يرى أن المسرح يستطيع محاربة الإرهاب أكثر من غيره من الفنون ، وقال د. أبوطالب إن للإرهاب أشكالاً متعددة، سواء إرهاب فرد أو جماعة أو عنصر أو جنس أو دين أو طائفة واعتبر أن مسرحية الضارعات لايسخيلوس من أوائل النصوص التي واجهت الإرهاب متمثلاً في سلطة الأب الطاغية، وفي العصور الحديثة اعتبر المكارثية في أمريكا إحدى أهم تجليات الإرهاب الفكري، كما يزخر المسرح العالمي بأعمال ناقشت أنواعاً مختلفة من الإرهاب منها الإرهاب الديني كما في البوتقة لآرثر ميلر، وغيرها. وقال الدكتور حاتم حافظ في ورقة بعنوان الإرهاب والمسرح من الموضوع الفلسفي إلى الاستعراض إن من يقومون بالأعمال الإرهابية يستهدفون استعراض القوة والقدرة على الاختراق أكثر من إحداث أضرار مادية وهو ما نرى نماذج له في الهجمات الإرهابية في أوروبا. الناقد محمد مسعد لفت إلى أن تعريف الأمم المتحدة للإرهاب هو تعريف إجرائي قانوني مجرد، يعتبر أي شخص يقتل مدنيين إرهابياً وتساءل هل يمكننا أن نساوي بين شابين يرتدي أحدهما حزاماً ناسفاً ويفجر نفسه في تل أبيب وآخر يفجر نفسه في رفح المصرية. وطالب د. عمرو دوارة المركز القومي للمسرح بإنشاء قاعدة بيانات للنصوص التي تناولت قضايا الإرهاب لإتاحتها للمبدعين ومديري الفرق لتقديم عروض تشارك في الحرب على الإرهاب، وأشار إلى عدد من النصوص المصرية التي يراها قدمت تناولاً مهماً لقضايا الإرهاب ومنها الجبل لنجيب محفوظ وغيره، كما طالب الدولة بإتاحة الفرصة للهواة والمستقلين للقيام بدورهم في التنوير وتقديم عروض في مختلف المحافظات، مشيراً إلى مشروع قدمته الجمعية المصرية لهواة المسرح التي يرأسها لوزارة الثقافة لتقديم عروض للشباب قليلة التكلفة في مختلف المحافظات تناقش قضايا عدة من بينها محاربة الإرهاب. في مقابل تنوع التعريفات واتساع المصطلح طالب الكاتب محمد أبو العلا السلاموني بتحديد خصوصية مفهوم الإرهاب المقصود في الندوة والذي يراه الإرهاب القائم على نظرية تحدده، كما هي الحال بالنسبة إلى تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرها صاحبة النظرية الأم لتيارات الإرهاب الذي نواجهه حالياً. وعرض الناقد باسم صادق لتجربة أحد عروض مسرح الدولة قليلة التكلفة، وهو عرض عاشقين ترابك للمخرج محمد الشرقاوي في التوجه لتقديم عروضه في معسكرات الأمن المركزي وهو عرض من تأليف ياسر علام يتناول خطر الإرهاب، واستهدفت التجربة تقديم العرض في معسكرات الأمن المركزي، لتوعية المجندين الشباب حيث جال فريق العرض محافظات الصعيد لتقديم الترفيه والتوعية للجنود في معسكرات الأمن المركزي، وهو ما كان له أثر كبير لدى الكثيرين منهم الذين أتيحت لهم مشاهدة المسرح للمرة الأولى. فيما هاجم د. سيد خاطر، الرئيس الأسبق لقطاع الإنتاج الثقافي، غياب دور وزارتي الثقافة والشباب وقصور الرؤية فيهما لتفعيل دور الثقافة وعرض تجربته خلال فترة رئاسته للقطاع في محاولته تقديم جولات لعروض البيت الفني للمسرح في المحافظات المختلفة.المخرج عصام السيد صاحب العديد من التجارب المهمة التي تناولت قضايا الإرهاب والتطرف، قال إنه إذا لم يواجه المجتمع كله الإرهاب فلن يتمكن المسرح من مواجهته وتساءل هل مطلوب من المسرحيين أن يضطلعوا بمواجهة الإرهاب بينما غالبية المسارح مغلقة، كما أن العروض محصورة في القاهرة أمام جمهور محدود ولا تذهب للمحافظات ولا يتم تصويرها وعرضها تلفزيونياً للجمهور.وأشار الكاتب أبو العلا السلاموني إلى القصور في المؤسسات المنوط بها تجديد الفكر الديني لمواجهة التطرف، مستشهداً بمقال لأحد علماء الأزهر نشر قبل أيام يحفل بالعداء والتهكم على من يطالبون بالتنوير. وشهدت الندوة سجالاً حول كيفية مواجهة الإرهاب، ففيما رأت الكاتبة زينب منتصر أنه لابد من تركيز جهود المبدعين لمساندة الدولة في الحرب على الإرهاب مشيرة إلى أن الإخوان هم العدو الرئيسي الذي خرجت من عباءتهم كافة التيارات الإرهابية وأكدت على ضرورة التكتل لمحاربة فكر الإرهاب، قالت الكاتبة رشا عبد المنعم إن الإرهاب هو تجل لأمور أخرى كالجهل والفقر والتطرف.وطالبت بأن يصل المسرح إلى الجمهور ليصل الفن إلى كل المواقع المحرومة ويناهض الأفكار المتخلفة في المجتمع، وأشارت إلى أن هناك الكثير من القوانين والتعقيدات التي تعوق تقديم عروض في الشارع وفي أماكن التجمعات والأماكن المفتوحة.

مشاركة :