إعداد:عبير حسين بعد أسابيع من هوس العالم بلعبة بوكيمون غو التي حطمت كل الأرقام القياسية في عالم الألعاب الإلكترونية، وفتحت صفحة جديدة يكون الواقع المعزز فيها هو التقنية الأهم للسنوات المقبلة، بدأ البعض في الالتفات إلى التأثير الاجتماعي السيئ للعبة. يأتي ذلك رغم أن مطوري اللعبة حرصوا على الترويج لها باعتبارها تقنية تدعم التفاعل الاجتماعي بين اللاعبين الذين يتعرفون إلى بعضهم بعضاً في بوك ستوب، أو ما يعرف بمحطات تجميع البوكيمون، أو من خلال تشجيعها المستخدمين على ممارسة رياضة المشي التي تعد حلاً مثالياً لمواجهة السمنة التي تعد مسؤولة عن أغلب أمراض العصر. وبالرغم من أن اللعبة مثل غيرها تنطبق عليها المحاذير الاجتماعية، إلا أن تخطي عدد مستخدميها الملايين خلال فترات زمنية قصيرة يشير إلى أن بوكيمون غو ربما ستكون لها آثارها الخاصة. وكانت مناسبة إثارة هذه التساؤلات آلاف التعليقات المتبادلة على عشرات الصفحات الخاصة باللعبة على موقع تويتر التي نقلت تغريدات باليابانية تظهر فوضى عارمة في متنزهات عامة تسبب فيها لاعبو بوكيمون غو. وكان السؤال المشترك بين المغردين: هل ستغير بوكيمون غو أخلاق اليابانيين المعروف عنهم الالتزام بالنظافة والنظام؟ وقال المغردون: إن الأسرة اليابانية تنشئ أطفالها على احترام قيم الالتزام، والنظام، والنظافة، وتدعم ذلك التقاليد المدرسية التي تلزم الطلبة بتنظيف صفوفهم الدراسية بعد انتهاء الدوام المدرسي، وعليه كانت الصور المتبادلة عبر صفحة بوكيمون غو باليابانية على تويتر صادمة، إذ خلّف المراهقون أكواماً من القمامة ما بين أكواب قهوة، وزجاجات مياه معدنية فارغة، وأكياس بلاستيكية، ما دفع أحد المغردين إلى اقتراح منع المستخدمين من ممارسة اللعبة في المتنزهات العامة حفاظاً على المظهر اللائق الذي كانت تشتهر به دوماً الحدائق اليابانية. وتفاعلاً مع الصور التي انتشرت على نطاق واسع، وأعيد تغريدها آلاف المرات، غرد أحد الأطفال داعياً زملاءه إلى مشاركته في حملة تنظيف حديقة setagaya بالعاصمة طوكيو، واستجاب لدعوته المئات الذين انتشروا منذ أمس الأول، لتنظيف الحديقة، داعين الآخرين إلى التطوع لتنظيف الحدائق التي تعد بوك ستوب بالمدن الأخرى. وتطوع آخرون للتغريد باقتباسات من كتاب سحر الترتيب القادر على تغيير الحياة، الفن الياباني في الترتيب والتنظيم لاستشارية النظافة اليابانية ماري كوندو الذي يعد أعلى الكتب مبيعاً في اليابان منذ إصداره قبل عامين. وكانت أهم التغريدات عبارات مثل إن التنظيم يسمح للإنسان بالتعرف إلى نفسه بشكل أفضل. وبينما توقف تأثير اللعبة في أخلاق اليابانيين عند حدود إهدار البعض لقيمة النظافة، وعدم الحفاظ على مظهر الحدائق العامة، تجاوز الأمر في مدينة بريمن الألمانية ذلك ليصل حد الطعن بالسكين بسبب شجار نشب بين لاعبين على أولوية التقاط البوكيمونات في إحدى الحدائق. ونقلت صحيفة بيلد عن الشرطة المحلية بيانها الذي أشارت فيه إلى أن 4 مصابين مراهقين، أحدهم في حالة خطرة، نقلوا إلى مستشفى المدينة بعد الإبلاغ عن شجار عنيف دار بينهم بسبب التنافس على جمع البوكيمونات.
مشاركة :