قدمت الباحثة جوليا كاجي مؤلفة كتاب «إنقاذ وسائل الإعلام.. حلول بديلة مناسبة» في ختام تحليلات إصدارها إلى سلسلة من «الاقتراحات البديلة لتمويل وسائل الإعلام»، الأوروبية والأمريكية، ويتمثّل الاقتراح الأساسي منها في تبنّي النموذج الأمريكي لصناديق المساهمة التي تقوم بتمويل الجامعات الكبرى والتمويل عن طريق المساهمة بشكل عام، كما أشارت إلى أن مرجعيتها في الحلول التي تقدّمها تستند إلى وقائع وليس إلى نظريات مجردة وإيديولوجيات. وذكرت أن الثورة الرقمية غيرت الكثير من المعطيات الخاصّة بعالم الإعلام والمعلومات وسبل الحصول عليها، وكانت النتيجة المباشرة لذلك هي تغيّر كبير في «سلسلة إنتاج المعلومات» كلّها، وهذا ما يتم التعبير عنه عموماً بوجود «أزمة خطيرة لدى وسائل الإعلام»، مشيرة إلى أن هذه الأزمة لا تقتصر على المكتوبة منها فقط، كما يقال ويتردد، ولكن المسموعة والمرئية وغيرها، فجميع هذه الوسائل غدت تبحث في الغرب عموماً على «نموذج ــ موديل» اقتصادي جديد لمعالجة أزمتها. وتتوزّع مواد هذا الكتاب بين ثلاثة محاور ــ أقسام أساسية تحمل العناوين التالية: «عصر المعلومات» وتدرس المؤلفة فيه ثلاثة موضوعات رئيسة تتعلّق بـ«المعلومات فيما هو أبعد من وسائل الإعلام» و«التنوّع الكبير في طرق التمويل» و«ما هي المعلومات؟». وهذا القسم تسعى فيه المؤلفة إلى القيام بعملية «تشخيص لحالة وسائل الإعلام اليوم» في العالم الغربي عموماً، وفي أوروبا والولايات المتحدة بشكل خاص. المحور ــ القسم الثاني يحمل عنوان «نهاية الأوهام» ويبحث في «ولادة الإعلانات في الصحافة» و«الوهم الإعلاني» و«تقهقر الصناعة الإعلانية». وتحديد القول إن «الصناعة الدعائية» التي كانت لفترة طويلة مصدر الدخل الأساسي من أجل المحافظة على «التوازن الاقتصادي» لوسائل الإعلام، فإن سوق الدعاية تتقلّص أكثر فأكثر و«تتحول نحو سبل أخرى للترويج» غير وسائل الإعلام. أمّا المحور ــ القسم الثالث والأخير، فاختارت المؤلفة عنواناً له «نموذج جديد من أجل القرن الحادي والعشرين»، والموضوعان الأساسيان فيه يخصّان تجاوز «قوانين السوق» و«وسائل إعلام بهدف الكسب».
مشاركة :