لم يخرج اليمن من عنق الزجاجة ، ولكنه حقق إنجازاً هاماً بنجاح مؤتمر الحوار في صياغة وثيقة نهائية رسم بها خارطة طريق أسماها : « وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني « ، حدد فيها المبادىء والمهام التنفيذية اللازمة للوصول إلى الدولة اليمنية الجديدة بما في ذلك كيفية التهيئة للاستفتاء على دستور جديد وكيفية إجراء الانتخابات التشريعية والمحلية والرئاسية وحدد المؤسسات التي ستقوم على تنفيذ مهام الفترة القادمة . بالطبع هناك من لم تعجبهم نتائج الحوار الوطني أكانوا في الداخل أو الخارج ، وأبرز هؤلاء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ونائبه السابق آخر رؤساء اليمن الجنوبي علي سالم البيض ، المقيم في الضاحية الجنوبية ببيروت تحت حماية ( حزب الله ) اللبناني ورعاية الحرس الثوري الإيراني الذين يحرص على زيارتهم في طــهـــران بانتظام ، ويترأس الاثنان جهازين يتــــــوفـــــــــر تمويل سخي لهما يتضامنان لإفشال مؤتمر الحوار الوطني وإعاقة قيام اليمن الجديد ، أحدهما بحجة المحافظة على وحدة اليمن والآخر منادياً بفصل الجنوب اليمني عن شماله . وهذا وضع أثار قلق الرعاة الدوليين للحوار ودفع الأمم المتحدة إلى التهديد بفرض عقوبات على الاثنين وجماعاتهما عبر قرار جديد من مجلس الأمن . مؤتمر الحوار كان نتيجة لمبادرة خليجية وآلية تنفيذية لها وقرارين صدرا عن مجلس الأمن ، مما أدى إلى قيام رعاية ثنائية ، دولية وخليجية ، سعت إلى تشجيع اليمنيين للوصول إلى نقاط التقاء في مواجهة مصاعب كبيرة وضحايا أبرياء بالمئات من كل أنحاء اليمن . وحظيت القضية الجنوبية بالدور الأبرز والرئيسي في كل الحوارات والمشاورات التوفيقية ، فجزء لا يستهان به من الجنوبيين يعتبرون بلدهم أرضاً محتلة من قبل قوات شمالية نتيجة للإدارة السيئة للنظام السابق في صنعاء ، بينما يصر قطاع من اليمنيين في الشمال على أن الوحدة كانت حلماً لليمنيين ، شمالاً وجنوباً ، وبالتالي فإن المحافظة عليها يجب أن تكون أولوية للجميع . المخرج الذي تم الاتفاق عليه هو المحافظة على وحدة اليمن ضمن جمهورية اتحادية ، تتكون من عدة أقاليم ، ومبدئياً أقترح أن يكون الجنوب إقليماً والشمال إقليماً بشكل متساوي الصلاحيات وبعاصمة اتحادية واحدة ، وإن كان بالإمكان أن يتمتع اليمن بكامله بنظام اتحادي يحتوي على عدد من الأقاليم ( كمثال بعض الجنوبيين يرغبون في إقليم لحضرموت وإقليم آخر لباقي الجنوب ، وآخرون منهم يرون أن يتكون الجنوب من أكثر من إقليمين ) وفي الشمال ارتفعت دعوات ليكون هناك إقليم لمنطقة الحوثيين وإقليم عاصمته تعز باسم إقليم الحجرية وآخر بتهامة اليمن عاصمته الحديدة وآخر بمسمى إقليم سبأ) .. إلا أن مخرجات الحوار تركت مهمة تحديد عدد الأقاليم إلى لجنة رئاسية خاصة بذلك . مجلس الشورى ( البرلمان ) سيتم تمثيل جميع المكونات والفعاليات السياسية والاجتماعية فيه بنفس نسب التمثيل في مؤتمر الحوار ، بما في ذلك الشباب والمرأة والمجتمع المدني ، شريطة تمثيل الجنوبيين بنصف أعضاء المجلس ، ويتم تسجيل هذا الأمر في بنود الدستور ، والذي يجري الاستفتاء عليه والبدء بتطبيق بنوده خلال مدة أقصاها سنة من تاريخ انتهاء مؤتمر الحوار . هناك خطوات عملية كثيرة للوصول إلى الهدف الرئيسي ، أي قيام اليمن الاتحادي الجديد ، ومن المؤكد أن يسعى المخربون إلى تخريب المسيرة اليمنية ، وستشارك القاعدة التي أوجدت لنفسها مقراً رئيسياً في اليمن بعمليات إرهابية متوقعة لتغيير مسار عملية بناء اليمن الجديد . وستقوم لجنة بصياغة الدستور بينما تنطلق أجهزة أخرى لإنجاز سجل إنتخابي تسعى لتقليص الشوائب فيه ،ويجري توسيع (لجنة التوفيق) الحالية بحيث تتولى متابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والإشراف على لجنة صياغة الدستور والموافقة على المسودة قبل أن يطرحها رئيس الجمهورية للاستفتاء ، وسيكون نصف أعضاء ( لجنة التوفيق ) من الجنوبيين وما لا يقل عن ثلاثين بالمائة من النساء وعشرين بالمائة من الشباب ، شريطة أن لا يكون بين أعضائها من يتولى مناصب وزارية أو برلمانية أو يكون عضواً في مجلس الشوري . المؤشرات جيدة ، فالمخرجات التي نتجت عن هذا المؤتمر أفضل ما يمكن تحقيقه بالنسبة لليمن ، في الوقت الحاضر ، بمختلف فئاته ومناطقه ، ويبقى على الرعاة أن يوقفوا عليَّ الشمال وعليَّ الجنوب عن إفساد حلم اليمنيين في دولة تحقق لهم العدل والرخاء . ص0ب 2048 جدة 21451 adnanksalah@yahoo.com adnanksalah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (5) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :