أصبع كيت كات

  • 7/29/2016
  • 00:00
  • 62
  • 0
  • 0
news-picture

مشكلة المشاكل في نقادنا السينمائيين العرب، أنهم ينشغلون نقديا، بالكتابة عن أردأ الأفلام السينمائية العربية، إما كتابات نقدية منهجية جميلة وضائعة في عمل لا يستحق، وإما كتابات انطباعية مادحة أو ذامّة، لا قيمة توثيقية أو نقدية لها. مخطئ من ترى عيناه السينما العربية، كسينما تافهة ولا توازي شيئا، ومخطئ أيضا من يضعها في مقارنة إبداعية، مع ما تنتجه عجلة هوليوود السينمائية، فالإمكانات المالية والتقنية مختلفة، وكذلك مساحة الحرية الإبداعية، فحتى مصر بجلالة قدرها السينمائي، وجلالة حريتها الفكرية ذات السقف العالي، ليست بها حرية فكر كاملة كما في "هوليوود". فيلم "الكيت كات" للمخرج المصري العبقري داود عبدالسيد كمثال، يستحق أن يُصدّر إلى كل بلاد السينما العالمية المتقدمة، لكنه ظُلم فنيّا، لأنه فيلم عربي فقط، وظُلم لأنه في بيئة سينمائية عربية لا تنتبه للقيم الجمالية والفكرية للعمل السينمائي. تذكرت الفيلم التحفة هذا، عندما عرضته روتانا قبل أيام، وكأني أشاهده للمرة الأولى، بكل عمقه النفسي والجمالي، حين يكون الضرير بطلا في شوارع الحياة، يرى بعينيه ما لا يراه المبصرون. لو قُدّر لفيلم "الكيت كات" الرائع أن يُعرض في "هوليوود"، لحصد جائزة الإخراج، وحصد الأداء التمثيلي العالي لمحمود عبدالعزيز، جائزة أفضل ممثل، وأمطرُ ممثل. هذا المقال دعوة عامة ومجانية لتجميل العينين والوجدان.

مشاركة :