أعلن زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني في خطاب تلفزيوني مسجل بُثت مقتطفات منه اليوم (الخميس) فك ارتباط الجبهة في سورية عن تنظيم «القاعدة». وقال الجولاني: «نعلن وقف العمل باسم جبهة النصرة وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام»، متوجهاً بالشكر إلى «قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم لضرورات فك الارتباط». وأبلغ تنظيم «القاعدة» «جبهة النصرة» في تسجيل صوتي أذيع اليوم أن بوسعها التضحية بروابطها التنظيمية مع «القاعدة» إذا كان ذلك لازماً للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سورية. وقال زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري في التسجيل الموجه لـ «جبهة النصرة» إن «أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية». وأضاف «فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة». من جانبه، ذكر البيت الأبيض اليوم أنه على رغم أن جماعة «جبهة النصرة» أعلنت قطعت صلاتها بتنظيم «القاعدة»، إلا أن تقييمه لها لم يتغير. وقال الناطق بسم البيت الأبيض جوش إرنست للصحافيين خلال إفادة صحفية: «مازالت لدينا مخاوف متزايدة من قدرة جبهة النصرة المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولايات المتحدة وأوروبا». وقالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم إن «جبهة النصرة» مازالت هدفاً للطائرات الأميركية والروسية في سورية رغم قرارها قطع العلاقات مع «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام». وقال الناطق باسم الخارجية جون كيربي إن إعلان «جبهة النصرة» يمكن أن يكون ببساطة مجرد تغيير للمسميات وإن الولايات المتحدة ستحكم عليها من تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها. وأشار كيربي إلى أن الإجراءات الإنسانية التي تتخذها روسيا وسورية في حلب اليوم تبدو وكأنها في الحقيقة محاولة لإجلاء المدنيين قسراً ولدفع الجماعات المسلحة على الاستسلام.
مشاركة :