حذر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من انعكسات فشل التعاون بين روسيا وأميركا على حل الأزمة السورية واستئناف مفاوضات السلام نهاية الشهر المقبل، داعياً الطرفين إلى العمل معاً من أجل خفض القتال في سورية وسط أنباء عن وصول خبراء أميركيين وروس إلى جنيف لبحث التعاون العسكري، خصوصاً قرب حلب. وقال دي ميستورا للصحفيين عقب الاجتماع الأسبوعي لمجموعة العمل الإنسانية إن مسؤولين عسكريين أميركيين وروس سيذهبون إلى جنيف لبحث التفاصيل. وأضاف: «نحن جميعاً في الانتظار وندعو روسيا والولايات المتحدة إلى تسريع مناقشاتهما في شأن الحد من العنف»، لافتاً إلى أنه من السابق لأوانه التعليق على ما أعلنته دمشق وموسكو عن خطة مساعدات للمدنيين بالمناطق المحاصرة في شرق حلب وعفو عمن يستسلمون من المقاتلين هناك. وأشار إلى أن الأمم المتحدة «كغيرها» لم تستشر في الأمر مسبقاً. وقال إن الوضع في حلب خطير للغاية، إذ إن المؤن المتبقية لا تكفي إلا لأسبوعين أو ثلاثة. وقال: «في حال عدم تكلل هذه المناقشات (بين روسيا والولايات المتحدة) بنجاح، لا شك في أن ذلك سينعكس بصورة سلبية للغاية على إمكان إنجاح المفاوضات... في كل حال من الأحوال ستكون المفاوضات صعبة، لكن علينا أن نعطيهم (أطراف النزاع) أقصى قدر من الفرص». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن دي ميستورا إجابته بالنفي على سؤال عن إذا كان سيلغي جولة المفاوضات نهاية الشهر المقبل في حال عدم نجاح المشاورات الروسية - الأميركية حول التعاون العسكري بين البلدين في محاربة التنظيمات الإرهابية في سورية. وقال: «لا... لا أقول لكم أنني سألغي هذه المفاوضات، فالأمم المتحدة حريصة كل الحرص على أن تحاول وتحاول مرة ثانية وثالثة في حال الفشل.. تلك هي فلسفتنا، لا سيما في ظل هذا الوضع المأسوي». وفي تعليقه على إعلان وزارة الدفاع الروسية بدء عملية إنسانية مشتركة بين دمشق والجيش الروسي في مدينة حلب السورية، قال المبعوث الدولي «لم تكن هناك مشاورات معنا» في شأن هذه العملية. وذكر أنه ينوي التشاور مع المقر الرئيس للأمم المتحدة، وبخاصة مع ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وذلك من أجل معرفة «رؤيته الشخصية» لهذا الموضوع. وفي رده على سؤال يتعلق بقرار وزارة الدفاع الروسية إرسال خبراء إلى جنيف لبلورة خطوات مشتركة من أجل إعادة الوضع في حلب إلى استقراره، قال: «وفق فهمي، هناك عدد من الخبراء العسكريين والمدنيين من روسيا، وربما من الولايات المتحدة، في طريقهم إلى جنيف». وتوقع المبعوث الدولي أن تتناول المشاورات بعض التفاصيل، «لأن الشيطان يكمن في التفاصيل».
مشاركة :