الكرك : وماتشاؤون الا ان يشاء الله .. عمون – محمد الخوالدة هو وحيد والديه كما كان والده من قبل وحيد ابويه ايضا، بادر والده الى تزويجه حتى قبل ان يكمل دراسته الجامعية الاولى رغبة في انجاب كثير يعوض الابن عن الاخوة الذين افتقدهم وليشفي غليله اذ طالما عانى هو الاخر من كونه وحيد ابويه، فالمجتمع الاردني في اكثره شغوف بكثرة الانجاب وخاصة المواليد الذكور فهم في مفهوم الكثيرين عزوة تسند الظهر . تزوج صاحبنا، مرت السنون لكنه لم يرزق بالمولود الحلم، راجع والزوجه اكثر من طبيب مختص ، كل الفحوص والتحليلات المخبرية اكدت ان ليس من سبب طبي يمنع الزوجين من الانجاب لتبقى ارادة الله التي امتثل لها صاحبنا وزوجته هي الحاكمة. بدافع رغبتهما الملحة بان يكون لوحيدهم اطفال ليروهم قبل ان يباغتهما الاجل فاتحا صاحبنا بالزواج من اخرى لعله يكون على يديها الخير ، عرضا عليه طبا شعبيا وزيارة عرافين، بغير قناعة وارضاء لابوين لم يبرحهما هاجس الوحدة، مارس وزوجته بتحفظ بعضا من الطب الشعبي وكذب المنجمون ولو صدقوا ، لم يتغير في الواقع شيء، حالة زادت صاحبنا حبا وتمسكا بشريكة الحياة المحبة والتي اشبعت وجدانه احاسيس ومشاعر وملأت الدنيا من حوله طيبا وحسن معشر، توالت السنون، في غضون سبع سنوات توفي الوالد وتبعته الوالدة بعام دون ان يكون لهما ما ارادا. تلاحقت الاعوام وتراكمت، ثمانية وعشرون عاما تمكن اليأس والقنوط فيها من الزوجين، ركنا بايمان مطلق لارادة الله.. هو في منتصف عقد عمره الرابع فيما دخلت هي بدايات هذ العقد ، غادرتهما فكرة الانجاب ، لسان حالهما قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا. غزا المفرقين بعضا من بياض عجلت فيه رغبة مكبوتة بمولود ، تجلت ارادة الخالق ، احست الزوجة ذات يوم ببعض من غثيان ودوار، لم تخفِ الامر عن والدتها المجربة بقضايا الولادة والخلفة، بشائر اخفتها الوالدة، لابد من يقين ، ذهبت والابنة الى عيادة طبية قريبة ، فحوص وتحاليل طبية اولية اكدت الحمل، احساس لا يترجمه وصف ويعجز دونه الكلم، تتابعت زيارات الطبيب المختص ، الوضع توأم ذكر وانثى ، لا حيرة في تسميتهما ، الذكر باسم الراحل الجد ، الانثى باسم الراحلة الجدة. حدث عايشته اسرة كركية تقيم في احدى بلدات شمال المحافظة، حدث ان لم يكن متفردا فانه مصداق لقوله تعالى وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
مشاركة :