في خطبته بجامع صهيب الرومي بمنطقة الوكرة تناول الداعية الشيخ أحمد البوعينين مخاطر التدخين، مبينا الطريقة المثلى للإقلاع عن هذه الآفة، مؤكدا أن التدخين من أكبر الآفات التي يعاني منها كل مجتمع، ويعد واحدا من الأخطار الرئيسية التي تهدد صحة الإنسان، حيث تتعدى المشكلة الشخص المدخن إلى من حوله من غير المدخنين، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي الذي ينتقل بسببه الدخان إلى الحاضرين عن طريق الهواء، وتشير العديد من الدراسات إلى أن هذه العادة السيئة تبدأ في سن المراهقة والشباب، ومن هذا المنطلق ينبغي علينا مواجهة ظاهرة التدخين بين الشباب باعتباره خطرا يهدد حياتهم، وسأحاول في هذه الخطبة، وانطلاقا من الحملة التي قامت بها مدرسة الوكرة الثانوية للبنين مشكورة تحت عنوان "الوكرة بلا تدخين" سنركز حديثي في هذه الخطبة على مضار التدخين، ولن أتكلم عن حرمته لأن الكل يعرف ذلك، بل ستكون خطبتي منصبة على مخاطر التدخين التي من أهمها: الاصابة بأمراض القلب والشرايين، والجلطة، حيث بلغ عدد الوفيات سنوياً من أمراض القلب أكثر من نصف مليون نسمة، يتسبب التدخين في 25% منها ،كما يؤدي التدخين إلى أمراض الجهاز التنفسي، مثل: السعال المزمن، وافراز المخاط والتهاب الصدر . ولعل الخطر الأكبر الناتج عن التدخين هو: سرطان الرئة الناتج عن تدخين السجاير، ويعد كربون المؤكسد من أكثر الاسباب المؤدية الى السرطان، والمطالع للصورة المعلقة في المسجد سيكتشف الفرق بين حالة الرئة المدخنة، والرئة الغير مدخنة، ناهيك عن المشاكل الاقتصادية الناتجة عن التكلفة التي تنفقها الدولة لمواجهة الأضرار الصحية المترتبة على التدخين . ونبه فضيلته إلى أن المدخن المنتظم يفقد خمس دقائق من عمره مقابل كل سيجارة يدخنها، وأن معدل الوفيات للمدخنين ضعف معدل وفيات غير المدخنين ، ويعتبر التدخين نوع من أنواع الإدمان، حيث أثبتت الأبحاث الطبية أن تدخين التبغ يسبب الإدمان مثل جميع المواد المخدرة، حيث أن النيكوتين الموجود في السيجارة يدخل الدم الذي يغذي شرايين المخ، وسرعان ما يعتاد المخ والجهاز العصبي على وجود النيكوتين فيتعود ويطلبه باستمرار لتتحول العادة إلى إدمان ، علما أنه توجد في السيجارة الواحدة 13 مادة على الأقل، أهمها القطران الذي يعتبر مادة مسرطنة، وكما ذكرنا بأن التدخين سبب في الإصابة بالسرطان أي سرطان الرئة والشفتين واللسان والفم والحنجرة والبلعوم والمريء والقصبة الهوائية والمعدة والمثانة البولية، وتؤكد الإحصائيات الطبية بأن 85 % من حالات سرطان الرئة تحدث بين المدخنين. وأوضح البوعينين أن التدخين له علاقة مباشرة بالإصابة بحساسية والتهابات أنسجة الجهاز التنفسي والتي تضم الأنف، الجيوب الأنفية، الشعبيات الهوائية، إضافة إلى مضار أخرى على الجهاز التنفسي تشمل الالتهابات الشعبية المزمنة، انتفاخ الرئة، تضخم الغدد الليمفاوية بالصدر والالتهابات الفيروسية المتكررة، كما أن للتدخين علاقة مباشرة بتصلب الشرايين وتكوين الجلطات الدموية مما قد يؤدي إلى الذبحة الصدرية وقصور الشريان التاجي، وتلف أنسجة القلب، وحصول الأزمات القلبية والسكتة الدماغية، والتدخين قد يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الجهاز تضم الخلل في غدد التذوق باللسان، عسر الهضم، قرحة المعدة والذي يمهد للإصابة بسرطان المعدة والاثني عشر، وسرطان البنكرياس، وتؤكد الإحصائيات الصحية أن معدلات إصابة المدخنين بقرحة المعدة والاثني عشر تبلغ 3 أضعاف مثيلاتها لدى غير المدخنين كما يسبب التدخين اضطرا بات بالذاكرة وله تأثير مدمر على حيوية الإنسان وقدراته الجنسية، إضافة الى الشيخوخة المبكرة وزيادة تجاعيد البشرة والجلد. ونبه فضيلته على أن الأموال التي تهدر وتنفق على شراء التدخين لو أنفقت في وجه من أوجه الخير لكانت معينة لملايين المحتاجين، وأضاف: "لو حسبنا لكم الأموال التي تهدر بسبب التدخين، لرأيتم العجب، فعلبة السيجارة بخمسة ريالات في علبتين تساوي عشرة ريالات في ثلاثين يوماً تساوي ثلاثمائة ريال، في ثلاثمائة وستين يوماً تساوي ثلاثة آلاف وستمائة ريال، في عشر سنوات تساوي ستة وثلاثين ألف ريال، ولو تسأل الذين دخنوا خلال عشر سنوات هل وفر مثل ذلك المبلغ لمصالحه، أو هل اشتراه من فائض ماله لقال لك: لا، بل بديون وقروض، كلها بسبب السيجارة، ومن الغريب أننا لو شاهدنا رجلا خارجا من المسجد يحرق عشرة ريالات بالكبريت لقلنا إنه مجنون، لكن نحن نشاهد الكثير من الرجال يخرجون من المساجد يقومون بحرق عشرة ريالات، وحرق أنفسهم معها، دون وصفهم بالجنون ،من هنا يتبين لنا أن خطر التدخين عظيم وهذا ابتلاء والعاقل لا بد أن يقلع عن التدخين، وبالإمكان أن يعالج المدخن نفسه ليقلع عن هذه العادة السيئة. أسباب تدخين الصغار ولفت المريخي إلى أسباب تدخين الصغار، مؤكدا أن التفكك الأسري والإهمال عاملان ضمن عوامل أخرى تدفع الأبناء إلى التدخين، والتورط في إدمانه، كما أن الترابط بين أفراد الأسرة الواحدة المبني على فهم نفسيات الأبناء، وتقديم السلوكيات المصاحبة لفترة المراهقة التي يمرون بها ومتابعة الأبناء مع المسؤولين التربويين في المدرسة حتى مشاركتهم في الاختيار الجديد لأصدقائهم، كلها أمور تساهم في الحفاظ على الأطفال وإبعادهم عن التدخين، كما أننا نفتقد الأب القدوة الذي يتعلم الطفل منه الصفات الحسنة، فالطفل إذا رأى والدة يدخن، والأب يرسله إلى الدكان لإحضار السيجارة، فلن نستغرب إذا رأينا هذا الطفل مدمن تدخين، فالابن يقتدي بوالده ويقلده في كل شيء، التدخين فالحذر الحذر أيها الآباء والمربون من المدرسيين، فأنتم القدوة للأبناء والطلاب، وأتمنى أن يمنع المدرسون من التدخين في المدارس حتى نحافظ على أبنائنا من هذه الآفة العظيمة، إذ من غير المعقول أن يقول الوالد لولده لا تدخن، وهو يدخن، أو يقول المدرس للطالب لا تدخن، وهو يدخن أمامه لا تنهي عن خلق وتأتي بمثله،،، عار عليك اذا فعلت عظيم .... ورسالتي الأخيرة أوجها إلى أصحاب المحلات والدكاكين، وهي: أن يمتنعوا عن بيع الدخان للشباب فان موضوع التدخين موضوع طويل لا تكفيه خطبة للتحدث عن مضارة الصحية والاقتصادية، وبعد كل ما سمعتم هل يمكن لأحد أن يسألني: هل التدخين حرام أم لا؟ الاجابة عندكم .;
مشاركة :