انتشرت تغريدتان على موقع «تويتر» تتحدثان عن الاعتداء على كنيسة سان إيتيان في النورماندي، انتشاراً كبيراً في فرنسا، إثر إعلان صاحبيهما استعداد كل واحد الدفاع عن أماكن عبادة الآخر، رغم أن الأول مسلم، والثاني مسيحي. التغريدة الأولى، كتبها شاب اسمه سفيان، جاء فيها: «إذا اقتضى الأمر، سنذهب للدفاع عن الكنائس»، ووضع فيها «هاشتاغ» يدل على تفاعله مع الهجوم على كنيسة سانت إيتيان دو روفراي الذي خلّف ذبح كاهن، وبعدها بقليل أجابه فابيان: «ونحن، إذا افتضى الأمر، سندافع عن مساجدكم». ورغم بساطة التغريدتين، وعدم شهرة صاحبيهما، إلّا أنهما من الأكثر انتشاراً في فرنسا في اليومين الماضيين، ومن خلال تدوينات سفيان، يتضح أنه مسلم الديانة، ومغربي الأصل، يعيش في فرنسا، فيما يظهر أن فابيان، مسيحي الديانة، وهو مدون فيديو مهتم بالمجال الرياضي. وقد احتفى الإعلام الفرنسي بسفيان وفابيان، وتمت استضافتهما في اذاعة «أر إم سي» التابعة لمؤسسة «بي إف إم تي في». وسبق لمسلمين فرنسيين أن قاموا بحراسة بعض الكنائس خلال أعياد الميلاد الماضية تضامناً مع المسيحيين ضد هجمات الجماعات المتطرفة، ويوجد في فرنسا ما بين 4 و5 ملايين مسلم (تقديرات غير رسمية)، كما توجد فيها جالية كبيرة من المغربيين الأصل الحاصلين على الجنسية الفرنسية. في المقابل، دعا رئيس الوزراء مانويل فالس إلى «حظر التمويل الأجنبي لبناء المساجد في فرنسا». وفي مقابلة مع صحيفة «لوموند» نشرت أمس، قال فالس إنه يؤيد حظر التمويل غير المحلي لبناء المساجد لفترة غير محددة من الوقت. وأكد أنه يؤيد أيضاً التوصل إلى شكل جديد من التعاون بين الحكومة الفرنسية والمؤسسات الاسلامية في البلاد. وأضاف: «نحتاج إلى إعادة هيكلة أساسية ويجب بناء علاقة جديدة مع الاسلام في فرنسا»، مشيراً إلى أنه يأمل في شكل خاص في أن يتلقى الأئمة تدريبهم في فرنسا. وقال فالس إن «وزير الداخلية يقوم بصياغة مسودة التوصيات. وعلى رغم أن تعزيز الحوار بين الدولة والمؤسسات الاسلامية يمثل أولوية، إلا أن فرنسا تحتاج إلى اتخاذ موقف حاسم ضد الايديولوجيات الأصولية». (باريس - سي أن أن)
مشاركة :