مع وجود أكثر من 17 ألف جزيرة، تتراوح من جزر النخيل المتاخمة إلى الجزء الأكبر من سومطرة، يتجلى التنوع الطبيعي لإندونيسيا وسط أكثر من 1.9 مليون كم مربع، على جانبي خط الاستواء، ممتداً من المحيط الهندي إلى المحيط الهادي. تظهر القمم البركانية من وسط الغابات الموغلة، كما يظهر ما هو تحت ماء البحر في أماكن الغطس في أبهى صوره، فضلاً عن حياتها البرية المثيرة تتراوح من سلاحفها الضخمة إلى حيواناتها المؤقلمة اللطيفة الموجودة وسط الغابات. منتجع كومودو الوطني جرداء وقاحلة، ومع ذلك تتميز جزيرة كومودو عن بقية جزر إندونيسيا الوارفة بكائناتها وحيواناتها الأليفة المحبوبة والمدهشة، حيث يبلغ طول زواحفها أكثر من ثلاثة أمتار، والتي تزحف على طول الشواطئ مما يمكن السياح القادمين إلى المخيم الرئيسي للمنتجع في منطقة لوه ليانغ من مشاهدتها، كما يسير السياح مع دليلهم السياحي لأكثر من 30 دقيقة، حتى وصولهم إلى مجرى النهر بالقرب من بانو نغولنغ لرؤية الزواحف الضخمة الرابضة، فرحلة يومين وليلة على ظهر قارب إلى كومودو تبدأ من لابوانباجو بمناظرها الغانية بالقرب من فلورس، وإلى ترينكا ذات رحلة اليوم الواحد، التي يمكن مشاهدة تنيناتها وهي تتجول - وكذلك يمكن الوصول لذات المنطقة من لابوانباجو أيضاً. منتجع تانجنغ بوتنغ الوطني يضم هذا المنتجع الذي تبلغ مساحته 4,150 كم مربع أماكن لمراقبة الحياة البرية والمغامرات البحرية وسط كاليمنتان، الجزء الجنوبي لبورينو، ذات الطبيعة القاسية ومع ذلك تبحر قواربها بانسياب حتى تصل إلى سنغاي سكوناير، حيث تتوقف عند محطات سكان الغابة خلال رحلة تستغرق ثلاثة أيام حتى مخيم ليكيي، وهو مركز إعادة تأهيل يتم فيه تدريب الغابيين الأيتام الذين يتم أسرهم على نحو رسمي لدمجهم في الحياة المدنية، أما الطيور الممتازة، بما فيها طيور الرفراف، وطيور الهورنبيلس، كثيراً ما تشاهد وهي تحلق عالياً على ضفتي البحر، وتنظم الشركات السياحية بما في ذلك، شركة بورنيو اورغانتون ادفنشر للسياحة رحلات خاصة للسياح. جزر راجا امبات بعيدة وتوجد في النواحي الشمالية الغربية لجزيرة فلنغ بابوا، بمياهها الموزعة حيث تضم أعظم حياة بحرية متنوعة في العالم، إضافة إلى مياه المحيط الزرقاء الشفافة، والتلال الدائرية المكسية بالغابات الاستوائية، حيث تحيطها مجاهل من الكهوف المتراصة، مع جزر صغيرة متناثرة هنا وهناك، مما يزيد التنوع الكبير لما تحت مياه البحر الزرقاء الشفافة تألقاً وبهاء، ومع أشعة مانتا، تجرف الأمواج الحيتان الضخمة قريبة إلى الشواطئ المرجانية، بينما أسراب أسماك البراكودا والباروت تتنقل في تضاريس البحر العميقة، متخفية بين الفينة والأخرى بين جدران وتلال وقمم تحت الماء، فالغوص، والتجديف، ومراقبة الطيور كلها عوامل جذب لغير هواة الغطس، ولمن هم على ظهر قوارب الإنقاذ المتجولة بدعة. جبل برومو في بلد تنتشر فيه القمم البركانية، فإن الجمال السوريالي والمحيط الضخم لجبل برومو يعتبر إحدى عجائب إندونيسيا الطبيعية، أما الفوهة البركانية الضخمة للجبل الذي يبعد 10 كيلومترات فقد تكونت بفعل بركان تانغر كلدرا التاريخي القديم، حيث تتخللها قمة برومو المشتعلة على الدوام، وتمتد سهول الرماد الضخمة والرمال البركانية إلى المنحدرات السياحية لفوهة البركان، وحتى على مقربة من قمم كورسي، أما مدينة باتوك فتقف كخصم شرير لفوهة بركان جبل برومو الضخم، وكذلك يبدأ شروق الشمس عندما ينقشع الدخان الذي يملأ فوهة البركان. جبل رنجاني يعتبر جبل رنجاني بارتفاعه الذي يبلغ 3,726 متراً، ثاني أطول جبل بركاني في إندونيسيا، حيث يهيمن مظهره المهيب على منطقة لومبوك الشمالية، ويقدسه شعب الساساك الذي يقطن لومبوك، والهنود المقيمون بالقرب من بالي، فأكثر ما يميز جبل رنجاني البحيرة الواسعة التي تبلغ مساحتها 6 كيلومترات، والتي تلمع مياهها مثل الكوبالت الأزرق، حيث تشمل فوهة كالديرا البركانية الضخمة، وتستغرق رؤية منطقة رنجاني بأكملها ثلاثة أيام بلياليها. بحيرة توبا تقع وسط القمم البركانية لسومطرة الشمالية، على ارتفاع 1130 متراً، فتوبا تضم فوهة بركانية عظيمة، معروف عنها بأنها البحيرة البركانية الأكبر في العالم، أما مياه المحيط الزرقاء القوية فتغطي مساحة تقدر ب 100 كيلومتر طولاً، مكونة بذلك شكلاً أسفينياً لجزيرة بولو ساموسير، موطن شعب الباتاك، إضافة إلى شوارعها الناعسة التي تبعث الرغبة في نفوس هواة ركوب الدراجات في أنحاء الجزيرة وحواف البحيرة، مما يجعل توبا المكان المفضل للسياح الذين يتنزهون لاكتشاف المزيد من الأماكن الرائعة في إندونيسيا.
مشاركة :