الجودر: الأمة تعيش في مصاعب كثيرة وبزمن القلاقل والفتن

  • 7/30/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر إن الأمة تعيش أوقاتا عصيبة ومصاعب كثيرة، فما أن تهدأ في مكان حتى يتفجر الإرهاب والعنف والدمار في مكان آخر، هو أشد وأنكى، وهذا ما يؤكده الواقع المرير في المنطقة العربية بعد أن تكالب الأعداء عليها من كل جانب، في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وغيرها، ومن المؤسف أن المسلمين في الكثير من تلك الدول لا يملكون سوى الصبر والدعاء. وأضاف:في زمن القلاقل والفتن هناك قواعد بينها أهل العلم يجب على المسلم أن يتحلى بها ويتمسك بأهدافها، ومنها أن ما يجري في الكون إنما هو بقضاء الله وقدرته، وعلمه وإرادته، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال تعالى: إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر[القمر: 49، وعلى المسلم أن يعي سنة الله في خلقه، فالصراع والاختلاف قائم إلى قيام الساعة، بين أهل الحق وأهل الباطل، صراع أزلي لا ينتهي، قال تعالى: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُم إن استطاعوا[البقرة: 217، وقد يكون الصراع بين أهل الحق أنفسهم، قال تعالى: وَكَذَلِكَ نوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون[الأنعام: 129، ولهذا يجب على المسلم أن لا يستغرب من تلك الصراعات، بل هي سنة الله في خلقه. وأشار إلى أن بعض المصائب والمحن وتسلط الأعداء على المسلمين من قتل وحرق وتنكيل وتهجير هو بسبب هجران المسلمين لدينهم وسنة نبيهم، مردفاً:قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم[الشورى: 39، فإذا كان أكرم الناس بعد الأنبياء وهم الصحابة وآل بيت النبي لما انكسروا في معركة أُحد تساءلوا عن سبب الهزيمة، فأنزل الله تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم[آل عمران: 165، وكان السبب هو مخالفة الرماة لأمر رسول الله ونزولهم من الجبل، لذا لن تنتصر الأمة على عدوها إلا إذا قومت نفسها وأصلحت حالها، قال تعالى: إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم[الرعد: 11. في زمن الفتن والمحن تشتد حاجة المسلم إلى الثبات على الحق والتوكل على الله، والاستعانة بالصلاة والدعاء والذكر والصدقة وغيرها، فقد كان نبيكم محمد إذا حزبهُ أمر فزع إلى الصلاة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين[البقرة: 153، وأعملوا أن في زمن الفتن والمحن تكثر الإشاعات والأكاذيب، وتصبح حديث الناس في المجالس والمنتديات ومراكز التواصل الاجتماعي، فالإشاعات والأخبار المكذوبة بمجرد نقلها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تترتب عليها مشاكل وعواقب وخيمة قد تمس الأمن والاستقرار وتؤثر على الاقتصاد ومعيشة الناس، جاء عن أبي هريرة أن النبي قال: (كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع) [مسلم، وجاء عن النبي: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها)، قيل: أوَمن قلة نحن يارسول الله؟ قال: (لا، أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل) [أبو داود وهو صحيح.

مشاركة :