الرميثي: صدقة الماء في شدة الحر من أعظم القربات

  • 7/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب الجمعة الشيخ الدكتور هشام الرميثي في خطبته يوم أمس إن صدقة الماء في شدة الحر من أعظم القربات، وسقي العطشان أبلغ من بذل المال، سواء كان العطشان إنسانا أم حيوانا أم طائرا، وهو عمل قليل ولكن نفعه كبير، عندما يشتد الحر تعظم قيمة الماء، ولا شيء ألذ من الماء الحلو البارد على الظمأ. ولفت الى أنه لذلك أغرى النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته في اتباع سنته بالشرب يوم العطش الأكبر من حوضه الذي وصفه بقوله: ... ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدا رواه الشيخان. وأوضح أن صدقة الماء يتضاعف فيها الأجر عند حاجة الناس اليها، فكيف بمن حفر بئرا في بلد ليس فيها بئر سواها فيشرب أهلها منها، ويطبخون طعامهم بمائها، ويسقون أنعامهم من حياضها! وكيف بمن قدم الماء للعاملين من عمل النظافة وغيرهم ممن يعملون في شدة الحر ينظفون الطرق ويزيلون القمامة عن بيوتنا أفلا يستحقون منا سقيا الماء وهو أمر يسير عظيم الأجر. وتابع وكيف بمن أوقف برادة ماء في مسجد أو سوق أو طريق، فكل من مر بها شرب منها، ويجري أجرها ما جرى ماؤها، واستقى الناس منها! ووضع المياه للطيور والحيوانات الضالة فيه أجره، لأن في كل كبد رطبة أجرا. وأشار الى أن سبل بذل الماء كثيرة، وطرق السقيا عديدة، والحاجة للماء ملحة، ولا سيما في الحر الشديد في البلاد الحارة، فتتوافر أسباب السقيا وتتعدد طرقها، فلا يحسن بالمؤمن أن يحرم كل سبلها وطرقها، ومن ضرب بسهم في كل سبيل منها حاز خيرا كثيرا، وجمع أجرا عظيما. وذكر أنه إذا عظمت حاجة البشر لشيء كان بذله لهم أنفع شيء عندهم، وأعظم القرب عند الله تعالى، والماء أهم شيء لبقاء الجنس البشري بعد الهواء، فكان في بذله إحياء لهم، كما أن في منعه عنهم هلاكا لهم، ولذا كان من أفضل الأعمال بذل الماء، وكان من كبائر الذنوب منع فضل الماء، لأن الناس فيها شركاء، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بطريق، يمنع منه ابن السبيل... الحديث. متفق عليه، وفي رواية للبخاري: ...ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك. ولفت الى أن منع الماء عن الحيوان إلى أن يموت إثمه عظيم، وقد دخلت النار امرأة في هرة حبست عنها الماء والطعام حتى ماتت. فكيف إذن بحبس الماء عن الإنسان؟ وكيف بحبسه عن المؤمن؟! وما أعظم إجرام من يستخدمون سلاح المياه والغذاء في الحروب، فيقطعونه عن مدن وقرى يموت أطفالها ونساؤها عطشا وجوعا! كما فعل أعداء الإسلام في مدن الشام والعراق واليمن، عليهم من الله تعالى ما يستحقون.

مشاركة :