«ثقافة الباحة»: الأجناس الأدبية تقف على قدم واحدة

  • 7/30/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مشاركون في أمسية ثقافية في جمعية فنون الباحة أمس الأول (الخميس)، أن الأجناس الأدبية تتآخى ولا ينفي بعضها بعضاً. إذ أسهم الروائي أحمد الدويحي بقراءة عدد من نصوصه القصصية والشعرية متمثلة في (بياض) و (حديث الطين) و(الرائحة) و(العالم الذي تحكمه امرأة) و (وصية)، ومنها «قالت لي السمراء. أبي زرعني سنبلة. وقال لي لا تنحني حتى للشمس. وإن طمعت أن تقبّل جبينك». فيما ألقى القاص محمد ربيع نصوصا ممسرحة الإلقاء. منها الفاتحون. والسرداب. وخان الخياطين. واستلهم ربيع التاريخ والسيرة اليومية للإنسان. ومن «الفاتحون» (سرنا من ورائه. منا من قضى نحبه. ومنا من ينزف على قارعة الطريق. حطمنا الأصنام جميعاً. وأحلنا ركامها إلى تل كبير. صعد فلما استوى على التل. صرخ فينا والزبد يملأ شدقيه: الآن قعوا لي ساجدين). فيما سجل الشاعر محمد خضر حضورا لافتا من خلال إلقاء عدد من نصوص قصيدة النثر منها (البالون) ونص (اللعبة) «في الحديقة القديمة.. هناك عجوز تمشي كل يوم.. تربط يديها خلف ظهرها تنظرُ في الأرض وتطوف بانتظام حول الأشجار.. أحياناً تحدق بتمعن.. كأنما وجدت شيئاً.. تحدّق.. تنحني. تلتقط شيئاً صغيراً.. شيئا ملوناً بين يديها.. تطيرهُ في الهواء.. لتبحث عنه يوم غد». وقدم القاص عثمان سعيد. نصين (شدا يحني قامته لها) ومنه: السماء بخلت على الأرض بقطرة ماء، والناس يتركون أرضهم يفتشون عن لقمة العيش، و(مريم) تقف عاجزة أمام جسد زوجها المصاب بالحمى بعد أن عبث به مشرط المشعوذ الذي نصحها بحمله من الوادي إلى قمة جبل شدا حتى لا تتقيح جروحه من شدة الحر... تبدأ معاناة مريم مع قومها، تصرخ بهم تناديهم، تستنفر نخوتهم، ضمائرهم... لكن القوم يتركونها تواجه مصيرها وحدها بنفسها، فتحمل الجسد المتعب على ظهرها وتصعد فيه إلى قمة الجبل الذي حنا هامته لها واحتضنها قبيل المغيب، لم تكن تشعر بالتعب عندما قررت التغلب على المستحيل ومواجهة الحياة بقوة وصلابة وتصميم فانتصرت وانتصرت في نفسها إرادة الحياة. فيما توقف الدكتور سعيد الجعيدي عند اندماج المتلقي في مضامين النصوص لتنبعث من داخله أسئلة مركبة أكثر تعقيدا من أسئلة المبدع ذاته. في ظل المفارقات والعوالم المدهشة. مشيراً إلى تقاطع فضاء النصوص زمانا ومكانا ولغة وانتصارا للمهمش والأحلام المجهضة. وامتحان التجربة الحياتية. والاعتراض على اللغة السلبية بلغة إيجابية. لافتاً إلى التناص الملحوظ في نصوص المشاركين ما يفتح نصوصهم على التأويل.

مشاركة :