الجزائر: بوعلام غمراسة طغى الجانب الأمني على المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة التونسية المهدي جمعة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أول من أمس، خاصة مسألة تأمين الحدود المشتركة التي تتعرض لتهديدات الإرهاب، ومشروع دعم قدرات الجيش التونسي بفضل مساعدة عسكرية فنية عرضتها الجزائر على تونس منذ شهور. وغادر جمعة الجزائر مساء أول من أمس، في ختام زيارة دامت يومين بحث فيها مع المسؤولين المحليين ملفات أمنية واقتصادية وقنصلية تهم البلدين. وقالت مصادر سياسية مهتمة بالزيارة لـ«الشرق الأوسط»، إن القضايا الأمنية حظيت بحصة الأسد في مباحثات المهدي مع الرئيس بوتفليقة. وتصدرها التنسيق الأمني والعسكري بالحدود ومحاربة عناصر الجماعات الإرهابية النشطة بالمناطق الحدودية وتهريب السلاح، وهي ظاهرة استفحلت منذ الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011، زيادة على محاربة تهريب الماشية والمواد الغذائية وتجارة المخدرات. وتناول الجانبان، حسب المصادر ذاتها، العرض الذي تقدمت به الجزائر إلى تونس منذ شهور والذي يتعلق باستعداد الجيش الجزائري لتقديم مساعدة فنية للجيش التونسي، لمواجهة التحديات الأمنية. وأضافت المصادر أن الجزائر «تحرص على ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لتونس». وحضر لقاء جمعة وبوتفليقة، الوزير الأول الجزائري (رئيس الوزراء) عبد المالك سلال، ووزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة. ونقل عن بوتفليقة قوله إن الجزائريين «ينظرون بإعجاب إلى تطورات العملية السياسية في تونس، ويرون أن إيجابياتها ستنعكس حتما على الجزائر وكل المنطقة المغاربية». وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية، أن جمعة «قدم (لبوتفليقة) عرضا حول آخر التطورات بتونس». كما تطرق الرئيس بوتفليقة وضيفه للعلاقات الثنائية بين تونس والجزائر في مختلف المجالات، وسبل تطويرها وتعزيزها. كما كان اللقاء فرصة للتطرق لإحياء الذكرى الـ56 لأحداث ساقية سيدي يوسف، حيث قصف طيران الاستعمار الفرنسي هذه القرية الحدودية في 8 فبراير (شباط) 1958. وأشاد رئيس الحكومة التونسية قبيل مغادرته الجزائر بـ«المساندة الجزائرية القوية لتونس»، و«قوة العلاقات التي تجمع البلدين والتي ما فتئت تتعزز يوما بعد يوم». ودعا بنفس المناسبة إلى «توسيع آفاق الشراكة الاقتصادية بين بلدينا خاصة في الصناعة، وفي شعبة صناعة المركبات على وجه التحديد». وكان جمعة زار مصنع المركبات الصناعية الحكومي بالضاحية الشرقية للعاصمة، وصرح بأن فرع صناعة المركبات «يعد من بين الفروع التي يمكن للبلدين تطوير الشراكة فيه»، مشيدا بـ«الخبرة والقاعدة الصناعية للجزائر في هذا المجال». واتفق جمعة وسلال، خلال جلسة عمل، على بحث كافة أشكال التعاون خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة في الثامن من الشهر الجاري في تونس.
مشاركة :