فيلادلفيا - (أ ف ب): ضمنت هيلاري كلينتون يوم الخميس مكانتها التاريخية بقبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لتصبح أول امرأة تخوض السباق الرئاسي وتعهدت بضمان فرص اقتصادية للجميع مستبعدة الصورة القاتمة التي يرسمها منافسها الجمهوري دونالد ترامب للبلاد. وصعدت وزيرة الخارجية السابقة وسط تصفيق حار من آلاف المندوبين إلى منصة المؤتمر العام للحزب في فيلادلفيا وتعهدت بأن تكون رئيسة «لكل الأمريكيين». ووجهت كلينتون (68 عاما) في أهم لحظة وطنية لها انتقادات لخصمها الجمهوري على مساعيه من اجل اثارة الخوف بين الناخبين ولعدم تمتعه بأي مصداقية سياسية. وكررت كلينتون شعار المؤتمر «نحن أقوى معا» وشددت على أن هدفها كان دائما الحرص على ان يوظف الأمريكيون مواهبهم وطموحهم لجعل الامة أكثر قوة. وقالت كلينتون: «بتواضع وعزم وثقة لا حدود لها في الوعد الأمريكي أقبل ترشيحكم» لخوض الانتخابات الرئاسية. وأتت اللحظة التاريخية لكلينتون متأخرة ثماني سنوات فهي خسرت عند ترشحها للانتخابات الرئاسية للمرة الاولى في عام 2008 أمام الرئيس الحالي باراك أوباما. وحددت كلينتون في كلمتها التي استمرت ساعة مشاريعها لتحسين الاقتصاد الأمريكي وشددت على ان «هدفي الأول سيكون ايجاد فرص أكبر ومزيد من الوظائف الجيدة برواتب اعلى». وتابعت انها ستركز على مواطن «تم تجاهلها فترة طويلة من المدن في الداخل إلى البلدات الصغيرة». وفي تصريح يعتبر جريئا لمرشحة تسعى إلى حد كبير إلى الاستفادة من سياسات أوباما الاقتصادية، قالت كلينتون ان الاقتصاد «لا يسير بعد بالمستوى المطلوب». وبعد انتخابات تمهيدية مضنية ضد المرشح اليساري بيرني ساندرز وحافلة بالانتقادات المتبادلة مع ترامب، حاولت كلينتون ان تمد يدها إلى المشككين بها. وقالت كلينتون: «سأحمل قصصكم معي إلى البيت الأبيض»، مضيفة ان ادارتها ستطبق عددا من السياسات التي دعا اليها ساندرز. وصرحت: «سأكون رئيسة للديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين... للمناضلين والناجحين. للذين صوتوا مع أو العكس. لكل الأمريكيين». تخلل خطاب كلينتون هتافات احتجاج من هنا وهناك وخصوصا من قبل مؤيدي ساندرز الا ان مؤيديها كانوا يسارعون إلى رفع صوتهم. شهد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي استمر اربعة أيام خطبا لكبار المسؤولين في الحزب وبعض المستقلين الذين شددوا جميعا على ان السيدة الاولى والسناتور السابقة مؤهلة لتكون رئيسة البلاد. الاربعاء اشاد أوباما بشكل قوي بخليفته السياسية وغرد بعد كلمتها الخميس «لقد اجتازت الاختبار وهي مستعدة. انها لا تتراجع ابدا». وتحدثت كلينتون عن الضغوط التي يعاني منها المجتمع الأمريكي خلال الحملة الانتخابية التي استمرت عاما وتخللتها تصريحات حادة اللهجة من ترامب ومرشحين اخرين. وحذرت كلينتون من «قوى لا يستهان بها تهدد بتفكيكنا وتمزيق عهود الثقة والاحترام». وأضافت: «نحن مدركون تماما لما تواجهه بلادنا لكننا لسنا خائفين»، وأضافت «سنكون بمستوى التحدي كما فعلنا دائما». وفيما يتعلق بترامب قالت كلينتون «يفقد اعصابه ازاء اي استفزاز» مضيفة ان «رجلا يمكن الايقاع به بتغريدة ليس شخصا يمكن ان نعهد اليه اسلحة نووية». وسيتواجه المرشحان في أول مناظرة لهما في سبتمبر المقبل. تواجه كلينتون تراجعا كبيرا في ثقة الرأي العام الذي تابع مسيرتها وزوجها منذ ربع قرن. وبسبب فضيحة الرسائل الإلكترونية التي لا تزال تطاردها، تعاني كلينتون من شعبية متدنية على غرار منافسها الجمهوري. وستسعى كلينتون مع مرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم كاين إلى الاحتفاظ بهذا الاندفاع لخوض حملة من ثلاثة أيام تبدأ الجمعة على متن حافلة وتشمل ولايتي بنسلفانيا واوهايو اللتين لم تحسما قرارهما بعد. مع ان كلينتون عليها التقرب من قاعدة الحزب والسعي إلى مصالحة مؤيدي ساندرز لكن امامها مهمة رئيسية تقوم على استمالة الناخبين المستقلين أو الجمهوريين غير الراضين عن ترامب.
مشاركة :