شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجوماً شديداً على الغرب، واتهمه بعدم الدفاع عن الديمقراطية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا. وقال أردوغان إن «شهداءنا ينامون تحت التراب، وإيمانهم في قلوبهم يعرفون بهم ويعرفون بعلمهم ومحبتهم، أما قتلتهم بماذا يعرفون؟». وأضاف الرئيس التركي في حفل تأبين شهداء 15 يوليو في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة: «أترحم على الشهداء، وأدعو بالصبر لأقاربهم وعوائلهم، إن هذا البلد لم يخل في أي وقت من الشهداء». وأكد أن حقوق أقارب الشهداء محفوظة في إطار القانون، وواجبنا هو حماية عائلات الشهداء، وسنقدم لهم كل الدعم. وتابع: «الخونة قاموا بقصف المقرات، وقتلوا عدداً من شرطتنا وجيشنا وشعبنا، إن هذه الجريمة لا يقوم بها مسلم، إلا كافر». وأوضح أن «بعض المسؤولين في الغرب ينصحوننا ويقولون لنا إنهم منزعجون من الإجراءات التي نتخذها أقول لهم اهتموا بأنفسكم.» وقال أردوغان: «أقول للغرب في بلدي أحدهم حاول الانقلاب وترك 237 شهيداً، وأكثر من 1200 جريح كيف تدافعون عنه؟». وأشار إلى أنها عملية انقلابية سكت عنها الغرب، بينما إذا حدثت عملية إرهابية في الغرب يقتل فيها بضعة أشخاص تقوم أوروبا ولا تقعد!؟ وقال: يأتي البعض لينقلب على هذا النظام الشرعي، ثم يأتي الغرب ليدافع عن الانقلابيين!. وأكد أردوغان، أن الاتحاد الأوروبي والغرب عموماً لم يزر أحد منهم تركيا ليعزينا في شهدائنا، ومن دون حياء وحشمة يقولون إن أردوغان عصبي. وتابع: أقول للجميع عليكم أن لا تنسوا أننا لا نركع إلا لله ولله فقط. وأضاف: نحن لم نخلق لنكون عبيداً للناس ولن نكون عبيداً لأحد. أتباع «غولن» هم العبيد فاسألوهم كيف تكون العبودية. ومضى قائلاً: «لن نسامح ولن نتسامح أبداً مع من لا يعرف الرحمة». وأضاف: «إنني أرى الشعب الذي نزل في ليلة 15 يوليو مدافعاً عن ملته ووطنه شعباً من المجاهدين بارك الله في غزوتكم جميعاً». وقال أردوغان: في تلك الليلة عشنا حرب الاستقلال مجدداً.. حرب المستقبل .. ليس هناك أبداً مثيل لهذه الأمة التي وقفت سداً منيعاً في وجه الدبابات والرصاص. وأضاف الرئيس التركي: أبارك لأختنا الشهيدة التي ارتقت وهي تقف في وجه الدبابة، أبارك للشاب الذي طلب الشهادة فألقى بنفسه أمام الدبابة لكنه لم ينلها. وتابع: أنا أغبط شهداءنا على مقامهم بجوار الأنبياء، بجوار الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، وأدعو الله أن يحشرني معهم. وأوضح أنه علينا أن نطهر بلدنا من الخونة الذين قصفوا الشعب بالأسلحة التي يتم شراؤها من ضرائب الشعب، مؤكداً أن البعض حاول تركيع تركيا اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً لكن الشعب التركي أفشل تلك المحاولات. وقال: إنني أسامح كل من اعتدى على شخصي وكل من سبني وشتمني، وكل من اتهمني، وأسحب كل الدعاوى المرفوعة ضدهم. وأكد أن «هناك من يخشى من تركيا اليوم، لكن مهما حاكوا لنا من مكائد فإن الله سيوفقنا للوصول إلى أهداف 2023». وقال: أنفقنا على اللاجئين أكثر من 20 مليار دولار من خزينة الدولة، ومن مؤسسات المجتمع المدني، ولم نستقبل اللاجئين لنطلب المساعدة من الآخرين. وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية منعت الأتراك فيها من رفع العلم التركي للتعبير عن رفض الانقلاب. وقال: نحن لا نخاف الموت، ونحمل أرواحنا على أكفنا، وقلت قبل قليل إنني أغبط الشهداء. وأكد أن بعض تلك الدول «تعاتب الانقلابيين لأنهم فشلوا في قتلي، ويقولون لهم لعلكم قتلتم أردوغان أولاً». وقال: كنا نتمنى من الدول التي تتغنى بالديمقراطية أن تأتي إلى البرلمان التركي الذي دمره الانقلابيون. وأكد أن ما حصل من محاولة انقلابية في 15 يوليو هي محاولة استعمارية. وقال: بعض الدول كانت تدعم الخونة، وعبروا عن انزعاجهم عندما أعلنا حالة الطوارئ. وأضاف: كثير من الدول باستثناء بعض الأصدقاء الذين وقفوا معنا، اتخذوا موقفاً مخزياً بسكوتهم عن الانقلاب ضد الشرعية، لأنهم كانوا يدعمون الخونة. وتابع: نحن أمة عظمى محبوبة من دول العالم ولنا أصدقاؤنا، وهم المستضعفون المظلومون في كل دول العالم.;
مشاركة :