كلينتون تحاول استمالة المشككين في خطاب قبول الترشيح

  • 7/30/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فيلادلفيا أ ف ب ضمِنت هيلاري كلينتون فجر أمس مكانةً تاريخية، إذ قبِلت ترشيح الحزب الديمقراطي لها في انتخابات الرئاسة الأمريكية؛ لتصبح أول امرأة تخوض السباق إلى البيت الأبيض. وتعهدت وزيرة الخارجية السابقة بضمان فرصٍ اقتصاديةٍ للجميع.واستبعدت الصورة القاتمة التي يرسمها منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، للولايات المتحدة. وصعدت كلينتون وسط تصفيقٍ حارٍ من آلاف المندوبين إلى منصة المؤتمر العام للحزب في فيلادلفيا. وأكدت أنها ستكون رئيسةً «لكل المواطنين»، موجِّهةً انتقاداتٍ لخصمها الجمهوري على مساعيه «من أجل إثارة الخوف بين الناخبين» و»لعدم تمتعه بأي مصداقية سياسية». وكررت كلينتون (68 سنة) شعار المؤتمر «نحن أقوى معاً». وذكرت، في أهم لحظة سياسية لها، أن هدفها كان دائما الحرص على أن يوظف مواطنوها مواهبهم وطموحهم لجعل الأمة أكثر قوة. وخاطبت الحاضرين «بتواضع وعزم وثقة لا حدود لها في الوعد الأمريكي؛ أقبل ترشيحكم» لخوض الانتخابات الرئاسية. رئيسةٌ للجميع وأتت اللحظة التاريخية لزوجة بيل كلينتون متأخرةً 8 سنوات، إذ خسرت أمام الرئيس الحالي، باراك أوباما، في الانتخابات التمهيدية بين مرشحي الرئاسة «الديمقراطيين» عام 2008. وحددت كلينتون في كلمتها التي استمرت ساعةً مشاريعها لتحسين الاقتصاد الوطني، وشددت «هدفي الأول سيكون إيجاد فرص أكبر ومزيد من الوظائف الجيدة برواتب أعلى»، كاشفةً عن عزمها التركيز على مَواطن «تم تجاهلها لفترة طويلة من المدن في الداخل إلى البلدات الصغيرة». وفي تصريح يُعتبَر جريئاً لمرشحةٍ تسعى إلى حدٍ كبير للاستفادة من سياسات أوباما الاقتصادية؛ اعتبرت كلينتون أن الاقتصاد «لا يسير بعد بالمستوى المطلوب». استمالة المشككين وبعد انتخابات تمهيدية مضنية ضد المرشح اليساري بيرني ساندرز وحافلة بالانتقادات المتبادلة مع ترامب؛ حاولت كلينتون مد يدها إلى المشككين بها. وتعهدت «سأحمل قصصكم معي إلى البيت الأبيض»، معلنةً أن إدارتها ستطبق عددا من السياسات التي دعا إليها ساندرز، ومشدِّدةً «سأكون رئيسة للديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين.. للمناضلين والناجحين، للذين صوَّتوا مع أو العكس، لكل الأمريكيين». وتخلَّل خطابها هتافات احتجاج خصوصا من مؤيدي ساندرز، لكن مؤيديها كانوا يسارعون إلى رفع صوتهم. «إنها مستعدة» وعلى مدى أيامه الأربعة؛ شهد المؤتمر العام للديمقراطيين خُطباً لكبار المسؤولين في الحزب وبعض المستقلين الذين أكدوا أن مرشحتهم مؤهلة لتكون رئيسة البلاد. والأربعاء؛ أشاد أوباما بخليفته السياسية، وغرَّد بعد كلمتها الخميس «لقد اجتازت الاختبار وهي مستعدة، إنها لا تتراجع أبدا».وتحدثت كلينتون عن الضغوط التي يعاني منها المجتمع الأمريكي خلال الحملة الانتخابية التي استمرت عاماً وتخللتها تصريحات حادة اللهجة من ترامب ومرشحين آخرين. وحذرت السيدة الأولى سابقاً من «قوى لا يستهان بها تهدد بتفكيكنا وتمزيق عهود الثقة والاحترام». واستدركت «نحن مدركون تماما لما تواجهه بلادنا لكننا لسنا خائفين» و»سنكون بمستوى التحدي كما فعلنا دائما». وفيما يتعلق بترامب؛ علَّقت «يفقد أعصابه إزاء أي استفزاز» و»رجلٌ يمكن الإيقاع به بتغريدة ليس شخصاً يمكن أن نعهد إليه أسلحة نووية». وسيتواجه المرشحان في أول مناظرة لهما في سبتمبر المقبل. لحظة خاصة وتواجه كلينتون تراجعاً كبيراً في ثقة الرأي العام الذي تابع مسيرتها وزوجها الرئيس الأسبق بيل منذ ربع قرن. وبسبب فضيحة الرسائل الإلكترونية التي لا تزال تطاردها؛ تعاني كلينتون من شعبية متدنية على غرار منافسها الجمهوري. لكنها ستسعى مع مرشحها لمنصب نائب الرئيس، تيم كاين، إلى الاحتفاظ بهذا الاندفاع لخوض حملة من 3 أيام تبدأ اليوم على متن حافلة وتشمل ولايتي بنسلفانيا وأوهايو. استمالة الطبقة الوسطى وعلاوةً على ضرورة المصالحة مع مؤيدي ساندرز؛ أمام المرشحة الديمقراطية مهام رئيسة تقوم على استمالة الناخبين المستقلين أو الجمهوريين غير الراضين عن ترامب. وتوجهت كلينتون، في كلمة قبول الترشيح، إلى مؤيدي فرض رقابة على بيع الأسلحة والناخبين الأكثر تحفظاً قائلةً «لست هنا لآخذ أسلحتكم، كل ما أسعى إليه أن لا تتعرضوا لإطلاق نار من شخص لا يُفترَض أن يحمل سلاحاً من الأصل». ورداً على اعتبار ترامب نفسه الوحيد القادر على إنقاذ البلاد؛ دعت وزيرة الخارجية السابقة إلى عدم تصديقه. وقالت «لا تصدقوا أحداً يقول: أنا وحدي قادر على فعل ذلك، هذه كانت كلمات دونالد ترامب في كليفلاند، ومن شأنها أن تثير قلقنا جميعاً». ومضت تقول إن قطب الأعمال «يريدنا أن نخاف من المستقبل، وأن يخاف بعضنا من بعض، لكننا لا نخاف، سنواجه التحديات كما فعلنا ذلك دائما»، مؤكدةً «لن نبني جداراً (على الحدود) وبدلا من ذلك سنبني اقتصاداً». فيما لفتت إلى عرضها استراتيجية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، معتبرةً أن «الأمر لن يكون سهلاً، لكننا سننتصر».

مشاركة :