أحضرت معها جبال ضيعتها، وأرز لبنان ونشرته على مسرح المدرج الجنوبي في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الحادية والثلاثين في الأردن، وقفت على مسرح تألفه جيداً ويحفظ هو أعمالها عن ظهر قلب، فهي ابنة جرش التي لطالما حملها المهرجان ومدرجاته إلى قلوب أحبتها في كل مكان من العالم العربي. كما يليق بـ "ملكة" دخلت نجوى كرم إلى المسرح.. لأول مرة منذ انطلاق دورة المهرجان الجديدة، الإعلام يأخذ على عاتقه أن يقدم نجم الليلة بطريقة تليق بحضوره على المسرح الجنوبي ودخوله على جماهيره، فكانت الإعلامية اللبنانية جمانة بو عيد، هي التي زفت إلى جماهير الليلة خبر دخول نجمتهم وابنة بلدها الفنانة نجوى كرم. هكذا دخلت كرم، وحيّت جرش وجماهيرها، بفستان زهري ملوكي، وطلة لا تشبه إلا "نجوى" نفسها، جاءت بيدها أغنية قديمة لجرش والأردن، لطالما تجددت على لسانها وفي موسيقاها، وعلى أنغام "جاية يا جرش جاية"، ألقت مساءاً يَعِدُ بالكثير من الفرح والرقص للحاضرين. وبشكل مغاير عن جميع نجوم المهرجان السابقين، استطاعت كرم أن تملك حماسة وانتباه الجماهير منذ البداية، فقدمت مزيجاً "ميكس" من أغانيها القديمة والجديدة، فكأنها تكشف قليلاً عن حجم المتعة التي تخبئها للمدرجات، فكانت وصلة من "ما عاش مين يزعلك يا غالي، شو هالحلا، في شي بالموضوع، كيف بداويك، بين الهنا والنار، وعاشقة الأسمراني". وتابعت كرم فرحها بأغنية "يا بيّ ما أجملو"، التي كالعادة لاقت اشتعالاً جماهيرياً كبيراً، ورقصاً انتشر بجميع المدرجات، خاصة بمشاركة عازف "الطبل" الذي استطاع بإتقانه وجنونه أن يزيد من اشتعال الجماهير. واستمرت النجمة اللبنانية بنشر بفرحها على مسرح الجنوبي، فقدمت أغنية "خليني شوفك بالليل"، ثم تبعتها بـ"ميكس" آخر لمجموعة من قديم أعمالها وجديدها، بدأته بموال "ميجنا" ثم "عم يرجف قلب يا امي" و"وينك وينك"، و لأن الحب حرية كان لمزيجها طعم جديد بأغنيتها "بالروح بالدم"، ثم من قديمها "أنا ما فيّ"، و"خيروني ابن العم"، لتنهي هذا المزج الرائع بوصلة من الإيقاعات التي قلبت المدرجات ولم تقعدها. ولم تتوقف كرم عن إبقاء شعلة الحماس والفرح في قلوب جماهيرها، فأتبعت كل الرقص الذي مضى برقص جديد، وأطلقت هتاف المدرجات بأغنية "لو ما بتكدب لو". ولأن لـ"جرش" مكانة خاصة في قلب النجمة اللبنانية، قدمت لجماهيره أغنيتها الجديد "ناداني"، التي وكعادة كرم لما تقدمه لمحبيها لم تخيب ظنهم، فكانت لا تقل روعة وجمالاً عن باقي أعمالها، كما أنها لا تقل فرحاً. وعادت كرم توزع على الجماهير الكثير من أغانيها وحبها، وبمجموعة جديدة من أعمالها الفنية قدمتها مرة أخرى مع بعضها "ميكس"، فبدأت بـ"ما بسمحلك" و"الحلوة زايد دلالا" و"عطشانة اسقيني" وشو جاني"، إضافة إلى أعمال فنية أخرى لها. وكأنها أخذت على عاتقها في ليلتها، أن لا ينام جمهورها، وأن يظل مستيقظاً بالكثير من الفرح والحب، وبرفقة عازفي الإيقاع وبأغنية "ما في نوم بعد اليوم"، استطاعت كرم أن تخطف النوم من عيونهم، وأن تتركهم للكثير من الغناء والسهر. بجملتها الشهيرة ببرنامج "عرب غوت تالنت"، وبظرافة لحن راقص، حولتها كرم إلى أغنية "يخرب بيتك حبيتك" التي أدخلت بهجة خالصة إلى قلوب ووجوه الجماهير بالمدرج الجنوبي. وكأنها تقصدهم، استقبلت جماهير المدرجات الكبيرة أغنية "يخليلي قلبك شو مهضوم"، فكان لها صدى كبير كباقي روائع كرم التي قدمتها خلال ليلتها المثالية، وكذلك استقبل "أنا لأشحد حبك"، فكان الغزل متبادلاً بين النجمة اللبنانية والحضور. وبمشاركة من مايسترو الفرقة الموسيقار أنطون شعر، أغنيتها "وكبرنا يا بيّ" التي قدمتها سابقاً مع النجم اللبناني الراحل "وديع الصافي"، ولم تبخل نجوى كرم بالفرح والحياة والسعادة على جماهيرها طوال الحفلة التي استمرت لقرابة الساعتين من الزمن. حفلة مختلفة لـ"كرم".. وعازفوا الإيقاع هم نجوم الليلة.. لا شكّ بأن النجمة اللبنانية نجوى كرم قدمت حفلاً مختلفاً عن مشاركاتها السابقة بـ"جرش" وغيره من المهرجان الفنية، فاعتمدت لعدة مرات وصلات من مقاطع الأغاني القصيرة مع بعضها "ميكس"، الأمر الذي لم يدع مجالاً للملل أو الضجر بأن يتسلل إلى الجماهير. كواليــــس.. - الأعداد الكبيرة التي حضرت حفل الفنانة اللبنانية نجوى كرم، زادت عن الـ5 آلاف شخص في المدرجات. - كانت الإجراءات الأمنية – وعلى غير المتوقع – أقل بكثير من الحفلات السابقة، خاصة حفل الفنان العراقي كاظم الساهر، رغم توافد الجماهير إلى المدرج الجنوبي قبل ساعتين من الحفل. - كان هناك حضور لافت وكبير جداً لفلسطيني "عرب 48" في المدرجات. - على غرار حفلة النجم العراقي كاظم الساهر، احتكرت شركتان خاصتان، معظم المقاعد في المدرجات، وتركت المقاعد البعيدة لباقي الحضور. - الحالة التنظيمية كانت أفضل بمرات من حفل كاظم الساهر، حيث استطاع منظمو المهرجان أن يسيطروا على الأعداد الكبيرة من الحضور. - رصدت عين "سيدتي"، أحد الشبّان من الحضور قبل بداية الحفل، يمتلك صوتاً جميلاً وموهبة غنائية كبيرة، كان يغني من المدرجات مع تفاعل كبير من الناس، فكان نجماً من الجماهير. - كان هناك تواجد أمني إحترازي لكبار الرتب والضباط بالأجهزة الأمنية الأردنية. - لمشاكل تقنية وغيرها، كان صوت الموسيقى أعلى بكثير من صوت الفنانة اللبنانية نجوى كرم، ما جعل صوتها بالعديد من الأعمال التي قدمتها غير واضح، خاصة للجالسين بالمقاعد البعيدة. - عين "سيدتي" ترصد اعتقال الأجهزة الأمنية لأحد الشبّان والتحقيق معه، ولم يتسنَ لمندوبنا أن يعرف تماماً أسباب اعتقاله.
مشاركة :