كل الوطن – تعز : ما أن تقع المليشيات الحوثية الإنقلابية والمدانة بقرار من مجلس الأمن برقم 2216 في مأزق وما أن تضيق قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وما أن تندحر المليشيات في أي منطقة حتى تسارع المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى إنقاذ المليشيات وإخراجها من ورطتها وخسارتها وهزيمتها في مناطق القتال تارة بالدعوة إلى هدنة إنسانية وتارة بإطلاق تقارير حقوقية مظللة ترتكز على معلومات مصدرها المليشيات الحوثية الانقلابية، وتارة بإطلاق جولة من المفاوضات العبثية التي تهدف إلى إضافة مزيد من الوقت للمليشيات لارتكاب المزيد من القتل وإعادة ترتيب صفوفها، وهو ما أعتبره يمنيون أنه دعم ومساندة للمليشيات الانقلابية التي تسعى الأمم المتحدة إلى شرعنة إنقلابهم بطرق عدة. ولقد كشفت معركة تحرير الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لقرية الصراري (حسينية الحوثيين في تعز) أمس الأول الوجه القبيح لمنظمة الأمم المتحدة وذلك بعد أن أجرى محمد علي الحوثي في اتصال هاتفي مع الممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماك جولدريك ومدير عام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية جورج خوري ما جرى في قرية الصراري من تحريرها وهو ما جعل الأمم المتحدة تهرول لإصدار بياناً في اليوم التالي ببيان تدعو لهدنة إنسانية لحماية المدنيين في تعز، وهو ما لم تعمله خلال عامين من الحصار الذي يضربه المليشيات الحوثية على مدينة تعز اليمنية منذ أكثر من عامين حتى اليوم. وفي تعليقاته الساخرة على بيان الأمم المتحدة قال الممثل اليمني والكوميدي محمد الربع: إذا سمعت ‫‏الأمم المتحدة تطالب جميع الأطراف بضبط النفس فأعلم أن المليشيات تتقدم، وإذا سمعتها تطالب بهدنه فأعلم أن المقاومة تتقدم، ووإذا سمعتها تطالب بجولة جديدة للمفاوضات فاعلم أن رغبة المجتمع الدولي لاتمشي حسب المخطط، أما إذا سمعت بان كي مون يعرب عن قلقه فعلم انه أقترب موعد استلام راتبه فضروري يعمل حاجة. الكاتب والصحفي أمجد خشافة قال:بالأمس نشرت وسائل إعلام الحوثيين بأن محمد الحوثي اتصل بممثل الامم المتحدة بشأن الصراري، واليوم تخرج الامم المتحدة ببيان تدعوا لهدنة لحماية المدنيين في تعز، وأضاف:تخيلوا أن دماج كان ينظر لها العالم بلؤم.. أكثر من 110 يوما من الحصار والجوع والقتل.. بعدها تهجير15000 مواطن وطالب علم.. وبعدها ملاحقه لهم في صنعاء وتشتيتهم في الداخل والخارج.. وفي الاخير لم يتحدث العالم عن جريمة (حصار، وقتل، وتهجير، وتطهير مذهبي).. وأعتبر خشافة أن كل هذا لأن المجتمع الدولي يريد للبلد أن تحكمه أقليه على اغلبيه، أو فاعلاً، ضمن مشروع (استنهاض الأقليات في المنطقة). وأعتبر خشافة أن دور الأمم المتحدة أصبح كممسحة لمؤخرة هذه الأقليات وتنظيفها وإعدادها للجلوس على كرسي الحكم. محمد الشيباني قال معلقاً على بيان الأمم المتحدة أنه عندما يئن الحوثيين بالضرورة تقلق الأمم المتحدة وتطلق ممثليها للتنديد، وعندما يندحر الحوثيين من موقع تتداعى الأمم العاهرة (حسب وصفه) بقلق وشجب وندب ويجب التهدئة. وأضاف:عندما يفجر الحوثيين منازل العشرات ويعتقلوا مئات ويقتلوا المدنيين وتسيل الدماء ويدمروا المساجد والمنازل ويفجروا بيوت معارضيهم فلاتسمع للأمم همسا، مضيفاً:الأمم والحوثيين رحماء بينهم. الجدير بالذكر أن وحدات من الجيش الوطني مسنودة برجال المقاومة الشعبية تمكنت أمس الأول من دخول قرى بلدة الصراري معقل الانقلابيين الحوثيين بصبر ، وتحريرها بعد معارك ضارية أسفرت عن عشرات القتلى والأسرى من عناصر المليشيات ، واستشهاد 4 من أبطال الجيش الوطني والمقاومة . وتعد الصراري واحدة من أبرز معاقل المليشيات الحوثية في تعز وحشدت المليشيات تعزيراتها الى المنطقة وكدست الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فيها منذ أشهر بهدف مهاجمة معسكر العروس الاستراتيجي واتخاذه موقعا لضرب المدينة واستهداف الأحياء المأهولة بالسكان . جدير بالذكر أن لجنة للوساطة في المنطقة كانت قد تقدمت باستقالتها قبل عشرة أيام موجهة الاتهام للمليشيات الانقلابية بعدم الالتزام باتفاق الصلح الموقع معها والذي كان يهدف إلى تجنيب المنطقة ويلات الحرب والصراع وتسليم الأسلحة المكدسة في المنطقة