رأس الخيمة: حصة سيف الشحي يقطع شاب كفيف مواطن 140 كليومتراً يومياً ذهاباً وإياباً، من منطقة المنيعي في رأس الخيمة، إلى مقر عمله في الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه في إمارة الفجيرة، منذ عام ونصف العام، فيما كان قبلها عاطلًا، بعد أن فقد نظره تدريجياً بسبب مرض السكري. وكانت وزارة تنمية المجتمع تصرف له مساعدة شهرية مقدارها 5 آلاف درهم، إلا أنه أصرّ على العمل ولم يركن إلى تلك المساعدة، رغم أن الوظيفة التي يعمل بها حالياً لا يتجاوز راتبه فيها 7 آلاف درهم. يقول جمال عبدالله الدهماني (27 عاماً)، أمضيت حالياً عاماً ونصف العام تقريباً بالعمل في بدالة الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه في الفجيرة، بعد أن كنت عاطلاً، وأتسلّم المساعدة الشهرية من وزارة تنمية المجتمع، وقبلت أول فرصة قدمت لي، بعد أن نشرت الخليج قصتي، وأمنيتي بالحصول على عمل. ويضيف: في العمل لا أكتفي بمهامي الأساسية، بل أوجه جهودي واهتماماتي إلى ما يرضي العملاء بالسعي في خدمتهم، خاصة من الأرامل وكبار السن في تخليص معاملاتهم، والتواصل مع الأقسام الأخرى، لإنجاز تلك المعاملات، أو يحصل المستفسر على جواب. ويكمل الدهماني: رغم تواضع الراتب الذي أتسلّمه من الوظيفة، إذ إن الفرق بين مبلغ المساعدة التي كنت أتلقاها وراتبي في الجهة الاتحادية، ألفا درهم، وجلّه أخصصه للسائق وتكلفة وقود المركبة من البيت إلى العمل والعودة، فأنا مستمتع بعملي وأطمح إلى أن أقوي مهاراتي وأطورها فيما يخص التواصل والتطوير، ولله الحمد يؤخذ بمعظم اقتراحاتي التي أقدمها للهيئة وتشق طريقها للتطبيق بكل سهولة، وآخر اقتراح قدمته بأن تكون البدالة مربوطة بنظام إلكتروني يستطيع عاملها أن يتابع فيها المعاملات إلى أي مرحلة وصلت كي يُفيد بها المراجع، ويوجهه للوجهة الصحيحة، وهو قيد الدراسة. وكانت الخليج نشرت قصة الشاب الدهماني، قبل عام ونصف العام، وحاجته الماسة إلى العمل لتكوين ذاته، وتجاوبت معه الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، ووفرت له وظيفة بدالة، براتب 7 آلاف درهم، فيما كانت المساعدة التي يتسلّمها وهو في المنزل 5 آلاف شهرياً.