راتب شوال

  • 7/31/2016
  • 00:00
  • 49
  • 0
  • 0
news-picture

حتما أنت وأنتِ من أكثر الناس سعادة هذا اليوم! والسبب هو إيداع راتب شوال في الحساب بعد طول انتظار، فراتب رمضان الذي حاول الصمود لأكثر من ٤٠ يومًا لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أسبوعين على أقل تقدير، ولا عجب في استيقاظك اليوم نشيطًا محاطًا بهالة من التفاؤل والابتسام. نعم يا صديقي الموظف.. اليوم لك كل الحق في أن تقف أمام بقالة الحارة مباشرة، وتترجل من سيارتك بهامة شامخة وصدر مفتوح يسابقك إلى المدخل. صاحب البقالة (دقيق الزمان) اليوم لن يكون صاحب الكلمة العليا في تحديد نوع فطور أبنائك وكميّته.. لا، ولا حتى العشاء. قم بسداد ما عليك من دين متراكم بسبب طلبات التوصيل، ومارس حقك في التلذذ بتوجيه عبارات لوم لصاحب البقالة حول الأسعار والتلاعب في الطلبات والتأخير في التوصيل. إنه يومك الموعود، وأنت فيه سيّد الموقف بكل المقاييس. لك كل الحق في هذا، فأنت في واقع الأمر ترجمة حيّة لاقتصاد قائم على الموظف، اقتصاد يمكن تسميته بـ«اقتصاد الراتب». لا تنس أيضًا أن ترمق «راعي المغسلة» بنظرة مليئة بالكبرياء، نظرة تقول بمنتهى الثقة: أنا قادم هذا المساء لاسترداد شماغي وعدد من الثياب. قُلها برأس مرفوع ونظرة مباشرة في العيون. وأثناء قيادتك للسيارة في حارتك بمنتهى الكبرياء، لا تضعف أمام محل الفواكه والخضار، بل تحدث معه برسمية شديدة.. مؤكدًا أنك ستمُر به الليلة للحصول على ما يشتهيه صغارك وتتوق إليه زوجتك الغالية من فواكه الصيف وحالي الثمار. اليوم لك كل الحق في أن تمارس إنسانيتك المغيّبة خلف هم التفكير في الرصيد الخالي من أي ريال، فلا تتردد في أن تحيّي جارك الساكن في الشقة (٧) وتقول له: صباح الخير يا جاري العزيز! ولا تستكثر على زملائك في العمل فرحتهم الغامرة براتب شوال ومشاركتهم الابتسام والضحك، ومائدة إفطار فارهة احتفالا بهذا النصر الكبير. كما أحب أن أذكرك يا صديقي الموظف بأهمية أن يرى صاحب العمارة الأثر المباشر لنزول راتب شوال على سلوكك بشكل عام. فحاول أن تقف بسيارتك المحمّلة بالخيرات أمام مكتبه العقاري، ودعه يرى بوضوح ما تحمله سيارتك من كساء وغذاء ومختلف أنواع الخيرات. وفي هذا رسالة صريحة للرد على موقفه الشائن الناتج عن إصراره على الحصول على جزء من الإيجار المتأخر خلال شهر رمضان. أنت بهذا تقول له: «أنا وراي رجّال يا حبيبي.. إنه صديق وفيّ اسمه الراتب!».

مشاركة :