الرياض – الوكالات: أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها البالغ للخطوة التي قام بها الحوثيون وأتباع علي عبدالله صالح بعقد اتفاق بينهما لتشكيل مجلس سياسي في الجمهورية اليمنية، والزعم بأنه سيتمتع بكل الصلاحيات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وإدارة شؤون الدولة. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في بيان له امس السبت، أن التوقيع على اتفاق تشكيل هذا المجلس السياسي يعد خرقاً واضحاً لقرارات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال الزياني إن دول مجلس التعاون ترى أن هذه الخطوة تضع عراقيل في سبيل التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني، الذي ينظر إلى المشاورات السياسية التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة بعين الأمل والترقب لإعادة الأمن والسلم إلى ربوع اليمن، للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني. وأضاف أن «دول المجلس تعتبر مثل هذه الخطوات تقويضا لجهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي عبر المشاورات، وفق المرجعيات المتفق عليها ممثلة في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، والتي أكدت عدم المساس بالسلطات الحصرية للحكومة الشرعية، وهي تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الزام الحوثيين وأتباع علي عبدالله صالح بالانخراط سريعا بشكل فعال وإيجابي في المشاورات التي يجريها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد في الكويت». وأعلن رئيس الفريق الاستشاري للوفد الحكومي اليمني في الكويت، عبدالله العليمي، يوم الخميس أن مفاوضات الكويت انتهت فعليا، وأن وفد الحكومة اليمنية سيغادر الكويت السبت. لكن مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد طلب امس من أطراف النزاع مواصلة مفاوضات الكويت لمدة اسبوع. ويبدو ان دعوة المبعوث الاممي هي المحاولة الاخيرة لإنقاذ اربعة اشهر من المحادثات التي جرت في مدينة الكويت والتي توشك على الانهيار. وكتب ولد الشيخ أحمد في تغريدة «التقيت اليوم (السبت) الوفدين واقترحت تمديد المحادثات اسبوعا». وأضاف انه اقترح «إطارا لحل الازمة في اليمن» الا انه لم يكشف تفاصيل. ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة اليمنية أو الانقلابيين الحوثيين. الا ان مصدرا مقربا من الحكومة قال ان الوفد المفاوض يدرس الاقتراح. في غضون ذلك قالت مصادر أمنية ان طائرات حربية تابعة للتحالف العربي قصفت مقاتلين حوثيين حاولوا التسلل إلى داخل المملكة امس فقتلت العشرات منهم. وأضافت أن القصف وقع على الجانب اليمني من الحدود قرب مدينة نجران السعودية. وقال شهود ان اشتباكات دارت أيضا في بلدة حرض الواقعة بشمال غرب اليمن على الحدود مع السعودية. وقالت وكالة سبأ للانباء التابعة للحوثيين ان القوات الحوثية أطلقت صواريخ على أهداف سعودية. ويمثل التصعيد الاخير في القتال أحد أسوأ المرات التي تفاقم فيها الصراع منذ بدء محادثات السلام في الكويت. الى ذلك عرض التحالف تقديم معلومات إلى الأمم المتحدة تتعلق بنتائج عشرة تحقيقات حول غارات جوية على أهداف مدنية في هذا البلد، بحسب رسالة سرية حصلت عليها وكالة فرانس برس السبت. وحدد سفير السعودية في الامم المتحدة عبدالله المعلمي في الرسالة المؤلفة من 13 صفحة والتي وجهها إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، سلسلة من الإجراءات التي يتخذها التحالف لتجنب شن هجمات على المدنيين في اليمن. وقال ان التحالف سيطلع الامم المتحدة على نتائج التحقيقات خلال اجتماع اقترح عقده في الرياض. ويأتي عرض تقديم المعلومات حول الهجمات على مستشفيات ومنازل وحفل زفاف وأسواق استجابة لمطالبة الامم المتحدة للتحالف بوقف ضرب أهداف مدنية. وقال السفير ان «التحالف يتعامل مع اي مزاعم حول ارتكاب انتهاكات لحقوق المدنيين والاطفال بشكل جدي للغاية». وأضاف ان «التحالف ملتزم تماما بحماية المدنيين ويحترم بشكل تام التزاماته بموجب القانون الدولي».
مشاركة :