رحيل العسكر يترك فراغاً في الساحة التاريخية السعودية

  • 7/31/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

< ترك رحيل عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله العسكر عن الساحة الثقافية فراغاً كبيراً، وخصوصاً في ظل الحضور اللافت، بوصفه أحد أقطاب الساحة الأكاديمية، كونه رئيساً لقسم التاريخ في جامعة الملك سعود، وبوصفه مثقفاً بارزاً وعضوا بمجلس الشورى السعودي منذ عام 2009. ونقل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي عزاءه إلى الأوساط الثقافية والأكاديمية أول من أمس كما ابرق الى ذوي الفقيد معزياً، ووري جثمان العسكر الثرى أمس بعد أن أدت جموع غفيرة الصلاة عليه. وكان الفقيد كتب في إحدى تغريداته الأخيرة في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتداولها مغردون بكثافة أمس: «توجعني أخبار الصباح. هناك جنون يطوف العالم. يبدو العالم رهينة ولم يعد أحد آمناً في أي مكان. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون». كما كتب الفقيد في مطلع العام الهجري الماضي مقالة حزينة، رثى فيها والدته منيرة العسكر، ومما جاء فيها: «شعرت بعد وفاة أمي باليتم الحقيقي، وانثالت عليّ أفكار لا تبارحني كلما فقدت عزيزاً، ذلكم هو الموت. فكلما فكرت في أمر الموت ازددت حيرة. ولعل غموض الموت سبب أصيل للحيرة التي يعانيها الإنسان في كل زمان ومكان من جرائه، ذلك أن الموت يقسو فيخطف العزيز بين أهله وذويه. وقد يحاول كثير من المرزوئين - كما حاولت في يومي وأمسي - التجلد والتماسك، فيظهرون الرضا والاستسلام بضع ساعات، ثم تهب عليهم الذكريات الموجعة فتُطير الأمن وتُمزق الصبر. ويصبح الصابر القانع، كالهالع الجازع حتى يمن الله عليه بالسلو مرة ثانية». ولد الدكتور العسكر عام 1952، وحصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بأميركا عام 1985 تخصص «تاريخ إسلامي» و«التاريخ الوسيط للجزيرة العربية»، وهو مؤسس ورئيس وعضو عدد من اللجان العلمية، مثل جمعية دراسات الشرق الأوسط بأميركا، والجمعية التاريخية الأميركية، والجمعية الجغرافية الأميركية، واتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، والجمعية التاريخية السعودية، وجمعية السعودية للآثار، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون. وعين الدكتور العسكر عضواً في مجلس الشورى منذ الثالث من ربيع الأول 1430هـ حتى وفاته. وكان منذ ذلك الحين عضواً في لجنة الشؤون الخارجية، ثم نائباً لرئيسها، فرئيساً لها ثلاث سنوات. وأثرى الفقيد العسكر المكتبة العربية بعدد من المؤلفات، منها «تاريخ اليمامة»، كما ترجم عدداً من الكتب التي ألفها أجانب، منها كتاب «الدعوة الوهابية والمملكة العربية السعودية» للمؤلف ديفيد كمنز، وكتاب «دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الإحياء والإصلاح إلى الجهاد العالمي» للمؤلفة ناتانا دي لونغ باس. إضافة إلى عدد من الأبحاث والمشاركات العلمية في المؤتمرات والندوات.

مشاركة :