في ألعاب الكمبيوتر التقليدية تتقاتل الوحوش الأسطورية بالنار والصواعق والمياه والمخالب من أجل المجد لأسيادهم ، وكل هذا يحدث في متجر للحوم أو شارع تجاري في أي مدينة كبيرة عادية. لكن ظهر هناك جيل جديد من الوحوش التي لن تراها إلا إذا قمت بتنزيل تطبيق "بوكيمون جو" على جهاز الهاتف الذكي الخاص بك. ومنذ طرح هذا التطبيق للعبة الكمبيوتر الجديدة مطلع تموز/يوليو الماضي، وانتشاره،اجتاحت هذا اللعبة العالم. وهي تعتمد على إضافة مجموعة من الوحوش الصغيرة اللطيفة إلى عدسة كاميرا الهاتف الذكي وباستخدام تقنية تحديد الموقع عبر الأقمار الصناعية (جي.بي.إس). وما يجعل من لعبة "بوكيمون جو" التي طورتها شركة نينتيندو اليابانية و"نيانتك لابس" التابعة لشركة جوجل متميزة عن أي ألعاب كمبيوتر أخرى هو أنها تجبر اللاعب على التحرك في العالم الحقيقي بصحبة جهاز الهاتف الذكي الذي يستخدمه أثناء ممارسة اللعبة. فمع تجول المستخدم بين مواقع مختلفة بحثا عن الوحوش التي تحمل أسماء مثل "تشارماندر" و"سكويرتل" و"زوبات" تظهر على عدسة كاميرا الهاتف الذكي، ثم يقوم اللاعب باصطياد الوحوش بإطلاق "بوكي بول" على شاشة الكاميرا. وبمجرد نجاح اللاعب في التقاط العدد الكافي من البوكيمون، يستطيع استخدام هذه البوكيمون التي اصطادها في محاربة البوكيمون التي اصطادها لاعب آخر. ورغم أنه يمكن تنزيل لعبة "بوكيمون جو" مجانا، فإنه يمكن شراء عدد آخر من طلقات "بوكي بولز" والطعم وحقائب الظهر المستخدمة في اصطياد "بوكيمون". ممارسة هذه اللعبة مع مزيج استكشاف العالم الحقيقي واصطياد الوحوش وزيارة أماكن جديدة تعطي متعة حقيقية مع احتمالية أن تتحول إلى نوع من الإدمان . في الوقت نفسه فإن الاستمتاع بهذه اللعبة يواجه عقبات نتيجة اضطرار اللاعب إلى دخول مناطق لا توجد فيها تغطية اتصالات قوية أثناء مطاردة "بوكيمون". كما أن أي شخص يعتمد قضاء يوم في ممارسة لعبة "بوكيمون جو" سيحتاج إلى بطارية إضافية حيث أن ممارسة هذه اللعبة تؤدي إلى استهلاك طاقة البطارية بسرعة كبيرة بسبب تشغيل خاصية الملاحة أثناء ممارسة اللعبة. في الوقت نفسه فإن "بوكيمون جو" تقدم لمحة سريعة لمستقبل ألعاب الأجهزة المحمولة حيث تجمع بين العالمين الحقيقي والرقمي. وجذبت لعبة "بوكيمون جو" الاهتمام حول العالم، بعد أن قام الملايين بتنزيلها على هواتفهم الذكية في الآونة الأخيرة. وتعتمد اللعبة على تقنية الواقع المعزز، ويقوم اللاعبون خلالها بملاحقة شخصيات افتراضية يطلق عليها اسم "بوكيمونات" على شاشات هواتفهم الذكية في أرض الواقع. وبالتزامن مع طرح اللعبة على المواقع الرئيسية لتحميل التطبيقات، ظهرت مواقع إلكترونية على الانترنت تحتوي على خرائط غير رسمية وبرمجيات متنوعة للغش تساعد اللاعب في الوصول إلى أماكن البوكيمونات بشكل غير مشروع وتحقيق الربح السريع في مخالفة لقواعد اللعبة. وفي مقابلة صحفية، قال جون هانك مبتكر اللعبة ورئيس شركة نيانتيك للبرمجيات: "لست أحب هذه المواقع ولست مؤيدا لها". وأوضح قائلا: "المواقع الإلكترونية مثل /بوك فيجن/ و/بوك ريدر/ تخالف قواعد اللعبة عن طريق الاستيلاء على البيانات من الخوادم الخاصة باللعبة لمعرفة على وجه الدقة أماكن الكائنات التي تتحرك على خرائط اللعبة، وربما يتم إغلاقها في المستقبل". وقال هانك في تصريح لمجلة فوربس الأمريكية إن اللاعبين يلحقون الضرر بأنفسهم عن طريق الاعتماد على مواقع الغش، "لأنهم يجردون اللعبة من المتعة" موضحا أن "الناس يقومون بأعمال قرصنة إلكترونية للاستيلاء على البيانات من نظام اللعبة، وهذا مخالف لقواعد التشغيل". وأردف قائلا: "لدينا أولويات في الوقت الحالي، ولكنهم قد يجدون أن هذه المواقع لم تعد تعمل في المستقبل". ولا شك أن التصدي لمواقع الغش الخاصة بلعبة بوكيمون جو مثل "بوك فيجن" وغيرها سوف يثير غضب الملايين الذين يلجأون لهذه المواقع لتعقب أثر البوكيمونات النادرة وتخطى مراحل اللعبة المختلفة. وصرح أحد مؤسسي موقع "بوك فيجن" لموقع "تيك إنسيدر" المعني بأخبار التكنولوجيا مؤخرا بعد أن رفض الكشف عن هويته واكتفى بالحرفين "واي.إل" لتعريف نفسه إن هناك حوالي 16 مليون شخص زاروا الموقع خلال الأيام الستة الأولى من تشغيله على الانترنت. ولكن بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه موقع "بوك فيجن"، أكد "واي.إل" أنه على استعداد لإغلاق الموقع دون مقاومة إذا طلبت منه شركة نيانتيك مبتكرة لعبة بوكيمون جو ذلك. ويقول "واي.إل": "إذا طلبت منا شركة نيانتيك إغلاق الموقع، فسوف ننصاع بالقطع، فإنها لعبتهم ونحن نحترم ذلك". وأوضح قائلا: "نحن هنا لنتكامل مع اللعبة، ولا نريد أن نجعلها أسهل".
مشاركة :