على الرغم من تفكيك الستار الحديدي قبل ربع قرن من الزمان إلا إنه لا يزال يعيش في أذهان كثير من الغزلان، وفقا لدراسة استمرت لست سنوات قام بها باحثون في حديقة شومافا الوطنية الواقعة في الطرف الغربي من الجمهورية التشيكية في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية السابقة. وقال بافل سوستر الذي ترأس الفريق الذي قام بالدراسة ويعمل خبيرا في علم الحيوان بالحديقة : " تتجول الغزلان على الجانب التشيكي من الغابات البوهيمية لكنها لا تتخطى المكان الذي كانت به أسلاك شائكة تستخدم في تحديد المنطقة المحظورة على طول الحدود الوطنية". وتتاخم الغابات البوهيمية مباشرة الغابات البافارية على طول الحافة الجنوبية الشرقية من ألمانيا الغربية السابقة. وكما في أماكن أخرى على طول الخط الفاصل السابق بين الشرق والغرب، فإن التحصينات الحدودية كانت تفصل تشيكوسلوفاكيا عن ألمانيا الغربية حتى سقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا في عام 1989. تم تركيب أجهزة تتبع لاسلكية في رقاب الغزلان التي يتم رصدها في الدراسة. ويعتقد الباحثون ان الإناث من الغزلان تنقل المعلومات الخاصة بالحدود الإقليمية لصغارها وان تلك العملية تتم من جيل لآخر. وتغطي منطقة انتشار الغزلان الحمراء في الغابات البوهيمية نحو 60 كيلومترا مربعا في المتوسط. أما الغزلان التي تعيش على الجانب الألماني من نفس الغابة جغرافيا فإنها تتصرف بشكل مختلف إلى حد ما. "فالإناث فقط وبشكل عام هي التي تبقى على الجانب الألماني"، حسبما قال ماركو هيوريج الباحث في الحياة البرية في الحديقة الوطنية التابعة للغابات البافارية. وأوضح هيوريج أن الطبوغرافيا تعد جزءا من السبب وراء ذلك، مشيرا إلى أن سلسلة من التلال الجبلية المنخفضة تمتد بين جمهورية التشيك وألمانيا وقد استؤنف الصيد على الجانب التشيكي من الغابات منذ عدة سنوات. واضاف هيوريج : "لأسباب تتعلق بالسلامة، فإن الإناث يفضلن البقاء مع ذريتهن في الحديقة الوطنية الواقعة على الجانب الألماني". غير ان الذكور معتادون على عبور الحدود. ". ولفت هيوريج إلى أن "الذكور اليافعة على وجه الخصوص، تقطع عدة كيلومترات عبر الحدود المحصنة سابقا بحثا عن الإناث". ويتم تركيب أجهزة تتبع لاسلكية في رقاب نحو 20 غزالا سنويا في الحديقة الوطنية التابعة للغابات البافارية. كما تم مراقبة ورصد أكثر من مئة غزال حتى الآن.
مشاركة :