صراحة -وكالات: تتعتزم كينيا البدء في تجربة استخدام تطبيق جديد للهواتف الذكية للكشف عن أمراض العيون لدى طلاب المدارس. ويمكن للتطبيق الجديد، الذي أطلق عليه وصف أخصائي العيون للجيب، عمل مسح للعين من الداخل وكشف ضعف البصر ومشكلات الرؤية التي يعاني منها الأطفال. وتعاني الدول النامية، ومنها كينيا، من نقص الرعاية الطبية في مجال العيون وهو ما دفع الحكومة للبحث عن بدائل أخرى لمواجهة الأزمة. ونجح استخدام الهواتف الذكية في الكشف عن أمراض العيون في تحقيق نتائج إيجابية عند استخدامه على كبار السن. ويدير البرنامج التجريبي الجديد فريق من الأطباء من مدرسة هايجين في لندن وتروبيكال مديسن (مدرسة لندن للنظافة والطب الاستوائي)، وأكد الفريق البريطاني على أن علاج عيون الأطفال يمكن أن يساعد في وقف تخلفهم عن المدرسة. ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإن 285 مليون شخص مصابون بالعمى أو ضعف البصر في العالم. وقالت المنظمة إن أربع من بين كل خمس حالات يمكن حمايتها من أمراض العيون أو شفاؤها منها. وتكمن مشكلة الأطفال في ضعف البصر، وهو ما يعني حاجتهم إلى ارتداء نظارة طبية، ولكن تفتقر مناطق كثيرة في العالم لوجود المتخصصين القادرين على إجراء اختبارات العيون، خاصة في المناطق التي تبتعد عن المدن الكبرى والمقاطعات. ووفقا للبرنامج الجديد فسوف يتم تدريب ثمانية مدرسين على استخدام جهاز فحص العين المحمول المعروف باسم بييك (Peek)، في منطقة كيتال التي تعد واحدة من أكثر المناطق المحرومة من الخدمات في كينيا. يعتمد تطبيق الهاتف المحمول على فلاش الكاميرا لإظهار قاع العين والشبكية مما يسهل فحص اصابتها بالأمراض ويقوم الهاتف بتخزين نتائج الفحص للمريض مباشرة، وإرسالها إلى الطبيب بالبريد الإلكتروني. وسوف يتم إجراء التجارب الأولية على البرنامج الجديد في 10 مدارس، قبل توسيعها في المناطق المجاورة. وسينقل الأطفال الذين يعانون من مشاكل كبيرة إلى وحدة العيون في كيتال لمزيد من الفحوصات والعلاج. وقال الدكتور أندرو باستواروس أحد المشاركين في تصميم بييك بلندن لـ بي بي سي :العديد من التلاميذ يواجهون مشاكل دراسية بسبب مشاكل في الرؤية لا يتم تشخيصها، وفي حال علاجها فإنها تمنحهم فرصة كبيرة لإظهار امكاناتهم. ومازالت تجارب استخدام أجهزة المحمول للكشف عن أمراض العيون للكبار جارية حتى الآن، لكن النتائج المبكرة أظهرت فاعلية في تحديد مشاكل الرؤية للأشخاص الذين خضعوا للفحص. وتتولى الوكالة الدولية للوقاية من العمى وبنك ستاندرد تشارترد تمويل البرنامج التجريبي. ويرى الدكتور هيلاري رونو طبيب عيون في مستشفى كيتال الكينية، أن المشروع مثير للغاية، وقال :منذ أن قدم فريق (بييك) هواتفهم المحمولة المثيرة للاعجاب، اقتنعنا أنها يمكن أن تحدث الفارق فيما يتعلق بفحص العيون في المدارس، ويمكن أن تزيد معدلات الكشف عن ضعف الرؤية التي يعاني منها الأطفال. وقال بيتر أكلاند الرئيس التنفيذي للوكالة الدولية لمنع العمي :المدرسون يلعبون الدور الرئيسي في إجراء الفحوص على الأطفال في العديد من البلدان منخفضة الدخل، وذلك لعدم وجود الموارد البشرية الكافية التي تساعد على إجراء الفحص بفاعلية. وأضاف :بالنسبة لصغار السن فإن الفحص الدوري يعني إمكانية معالجة مشاكل الرؤية مبكرا، وأصبح من الممكن حماية الأطفال من التجاهل ونقص الحماية ومن أن يقضوا بقية حياتهم بمشكلة في العين. وأوضح ريتشارد مدينج من بنك ستاندرد تشارترد، أنه إذا كان هذا الاختبار التجريبي يزيد معدلات الكشف عن أمراض العيون، فإنه يمثل فرقا بين طفل يرى بشكل جيد، أو يعاني من ضعف الرؤية، أو ربما يصاب بالعمى.
مشاركة :