مع عميق إيماننا بدور الصحافة ورقية كانت او لكترونية فى الكشف عن السلبيات والظواهر السلبية فى أى مجتمع ومحاولة إيجاد الحلول والعلاجات الشافيه لها، إلا أننا نعتقد بأن هناك خطوطا حمراء يجب أن نراعيها. وذلك لأن المجتمعات حتى العربية منها ليست متماثلة تمام التماثل، فثمة فروق تحكمها منظومة تطور كل مجتمع عن الآخر، وفقا للمسار الذى إتخذه هذا التطور. وما يمكن طرحه فى مجتمع يختلف عما يمكن طرحه فى مجتمع آخر، وتبعا لذلك تختلف طريقة طرح وعرض الموضوع. ورغم أننا من دعاة الشفافية والوضوح، ومعالجة كل أشكال الظواهر السلبية فى حياتنا، إذ لا سبيل آخر لتقويم سلبياتنا عدا هذه الشجاعة الأخلاقية فى التصدى لهذه الظواهر، إلا أننا نراهن على المعالجة الفكرية العلمية والموضوعية، وتشخيص الداء بهدوء وتجرد ث، ثم بعد ذلك يأتى العلاج ونضع الحلول لهذه المشاكل. وفى مثل بعض القضايا الحساسة والحرجة مثل الإنحرافات الجنسية وما شاكلها، فإننا نحتاج إلى شىء آخر، لأن هذه المواضيع فى الأصل هى من المناطق المحذورة فى التفكير، ومن الحدود المحفوفة بالأسلاك الشائكة اسلاميا ويفترض أن يكون السير فيها بحذر من يمشي في حقل الألغام. وثمة خيط رفيع وفارق دقيق ينبغي تبينه بين الصراحة والوقاحة، اذ ليس من الصراحة في شي ان نتعرض الى تفاصيل مثل هذه الممارسات الشاذة، وإذ جاز لنا، بل وجب علينا ان نتعرض لها بعتبارها ظواهرسلبية موجودة على ارض الواقع، فما الداعي وما هي جدوى أن نخوض في تفاصيلها إذ يجب في هذا المقام أن نكتفي بالإشارة إليها مجرد إشارة ثم ندخل في تفاصيل تشخيص المرض أي أن نتعمق في دراسة أسبابه والعوامل التي تؤدي إليه وتعمل على تفشيه وانتشاره. وهذا يتفق تماما والمنهج الإسلامي في التربية إذ أن الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم يتخير الألفاظ اختيارا دقيق فيلجأ إلى استخدام أكثرها تبيانا وتهذيبا وعفه. اكثر من ذلك كان إذا أراد توبيخ أحد على فعل لم يرضاه لانه يخالف النص أو الروح الإسلامي والأخلاقي التي يجب أن يتحلى بها المسلم لايسميه بين الناس بل يلجأ ألي التورية والإشارة فيقول ما بال أقوام منكم يقولون كذا أو يفعلون كذا فتصل ادانة القول أو الفعل إلى الجميع ، بينما الشخص المورى عنه بمأمن من نظرات الناس وكرامته محفوضة. هذا هو النهج الإسلامي في معالجة الظواهر السلبية سلوكية فردية سواء أن كانت الظاهره أو سلوكية جماعية. وكان علية الصلاة والسلام لا يحب الحديث عن الفواحش لأنه لا يحب أن تجري على السنة الناس فيعتادونها ومن ثم يسهل عليهم مقاربتها، كان يريدها أن تبقى بعيدة عن السن الناس لتحتفض بوحشيتها وانعزالها وبعدها عن وجدانهم فبذلك تحتفظ الفاحشة بغربتها عن المجتمع أما إذا سرت على ألسنتهم زالت غربتها ووحشتها والفتها ألسنتهم ثم لا تلبث أن يألفوها هي نفسها .إلا أن أهم ما يقال في هذا المقام أن الشذوذ يمكن أن يحدث هنا مثل ما يحدث في أي مكان في العالم إلا أن السؤال هل هذه الممارسة تنتشر بالمستوى الذي يجعنا نفرد لها حيزا كبيرا في صحافتنا ؟ وسؤال آخر هل هذه الظاهرة تفوق من حيث الكم الذى يمارسها ومن حيث النوع مشاكلنا الأخرى؟ الا توجد قضايا أهم واخطر تهدد وجودنا نفسه من هذه الظاهرة؟ نعم هناك قضايا أهم واخطر وبعضا يمس صميم مؤسساتنا وبعضها يهدد هويتنا بالذوبان والتلاشي وبعضها يهدد اقتصادنا بإفلاسنا وإفقارنا ونهب ثرواتنا وتبديدها. نعم ثمة الكثير من المشاكل والقضايا التي تحتاج منا عميق التفكير ومع ذلك لا أحد يدعو إلى إهمال قضية الشذوذ على أن تتناسب المعالجة مع حجم الحدث أو الظاهرة وان تتم المعالجة في إطار المنهج الإسلامي ووفقا للتقاليد والأعراف الاجتماعية، ولا اعتقد أن هناك من يجهل أن مجتمعنا ينشد العفة والطهر ويتحرج ويستحي أن يتحدث عن مثل هذه الممارسات. واخيرا ليس كل ما يعرف يقال ..
مشاركة :