قال الشاعر الزهاوي : إذا كان للمرء عزم في إرادته فلا الطبيعة تثنيه وﻻ القدر المفكر والأديب المصري الراحل عباس محمود العقاد له عبارة تقول (ما الإرادة إﻻ كالسيف يصدئه الإهمال ويشحذه الضرب والنزال) والعاهل المغربي الملك محمد السادس تتميز سياسته بالثبات والإرادة والعزيمة القوية في المحافظة على أمن واستقرار المملكة المغربية والإصرار على التنمية المستدامة في كل المجاﻻت وتحسين المستوى المعيشي للشعب المغربي ومحاربة الفقر وبالتأكيد مكافحة الإرهاب . تجلى الصبر والثبات في اتخاذ القرارات المصيرية ولعل آخرها قرار عودة المغرب إلى اﻻتحاد الأفريقي بعد انقطاع دام 32 سنة وتحديدا في سنة 1984 بعد قبول منظمة الوحدة الأفريقية عضوية البوليساريو بها والتي هي كيان وهمي يفتقد أبسط مقومات السيادة وقد كان قرار العودة بعد مطالبة أكثرية الدول الأعضاء في اﻻتحاد الأفريقي والتي يبلغ عددها 28 من أصل 54 بإبعاد مايسمى بالجمهورية الصحراوية من اﻻتحاد وكان خطأ فادح ارتكبه اﻻتحاد في حق المغرب وصبر المغرب وثبت على موقفه الصلب حتى تم تصحيح الخطأ . إن المغرب لم تنقطع صلته بالدول الأفريقية فقد كان المغرب على اتصال دائم وفي قلب أفريقيا رغم أنه في شمالها وقد قام الملك محمد السادس بزيارات لدول أفريقية كثيرة وقدم مساعدات في كثير من المجاﻻت للدول الأفريقية ولم تقتصر المساعدات على اقامة المدارس والمستشفيات والتنمية البشرية بل تعدت ذلك إلى نشر تعاليم الإسلام المعتدل وما يؤكد ذلك هو إنشاء المغرب معهدا لإعداد رجال الدين وتثقيفهم وتدريبهم على الدعوة إلى الإسلام المعتدل المبني على التسامح والمحبة والعيش المشترك واحترام الأديان الأخرى ونشر السلام وقد استطاع هذا المعهد تخريج الكثير من رجال الدين الذين يعملون اليوم أئمة في المساجد في الدول الأفريقية وهو ما يساهم في نشر الإسلام في أفريقيا ومحاربة الفكر الديني المتطرف. إن تجربة المغرب في مكافحة الإرهاب هي تجربة غنية وثرية بل هي مدرسة متميزة تستطيع كل دول العالم اﻻستفادة منها وتعتبر المغرب اليوم صمام أمان سواء في العالم العربي أو القارة الأفريقية بل هي تساهم مساهمة فعالة في مكافحه الإرهاب في أوروبا بالتنسيق مع أجهزة اﻻستخبارات فيها وخاصة فرنسا التي تعرضت لعمليات إرهابية وحشية في الآونة الأخيرة راح ضحيتها مدنيين أبرياء آخرهم قسيس كنيسة عمره تجاوز الـ 86 بالرغم من أن هذه الكنيسة قدمت أرضا لبناء مسجد وهؤﻻء الإرهابيون شوهوا صورة الدين الإسلامي وأكثر ضحاياهم من المسلمين فهم ﻻدين لهم . إن ما يؤكد علو كعب المغرب وخبرته الطويلة في مكافحة الإرهاب هو المعلومة التي نشرتها وزارة الداخلية المغربية التي مفادها أنه قد تم تفكيك 159 خلية إرهابية منذ العام 2002 أي قبل ظهور تنظيم كلاب النار داعش بينها 38 خلية تم تفكيكها منذ مطلع 2013 على ارتباط وطيد بالمجموعات التي تقاتل في الساحة السورية والعراقية وفي مقدمتها داعش. العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير الذي ألقاه من مدينة تطوان شمال المغرب في الذكرى السابعة عشرة لتوليه العرش أشاد بالضربات اﻻستباقية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية المغربية واعتقلت 52 إرهابيا خططوا لإقامة وﻻية لتنظيم داعش في المغرب وجاء في خطابه السامي أن المغرب ساهم في إفشال العديد من العمليات الإرهابية في دول صديقه مؤكدا على اﻻلتزام بالشراكة التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي موضحا أن المغرب ودول الخليج يشكلون نموذجا فريدا من التحالف العربي . إن المغرب اليوم هو واحة أمن وأمان واستقرار بفضل السياسة الحكيمة والإرادة الصلبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس في مكافحة الإرهاب مما حول المملكة المغربية إلى مقبرة للتنظيمات الإرهابية التي تعيث فسادا في دول كثيرة متطورة أمنيا مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وﻻ ننسى هنا الجهود المباركة لرجال الأمن في وزارة الداخلية المغربية والضربات اﻻستباقية التي ساهمت كثيرا في المحافظة على أمن واستقرار المغرب مما يجعلها الدولة الأكثر جاذبية في العالم سواء في مجال السياحة أو اﻻستثمار وهنا نود أن نطالب ونشجع دول الخليج على زيادة استثماراتها في المغرب لأن اﻻستثمارات الخليجية في المغرب ليست في مستوى الطموح خاصة أن دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر تستثمر أموالا طائلة في دول غير مستقرة أمنيا أو اقتصاديا مثل تركيا وبريطانيا ومن قبلها سوريا وقد ثبت أن الدولة الأفضل والأجدر باﻻستثمارات الخليجية هي المملكة المغربية التي تعتبر واحه للسلام والأمن والأمان . ختاما أتقدم بجزيل الشكر واﻻمتنان للقائم بأعمال سفارة المغرب المهدي الرامي على دعوته الكريمه لحضور اﻻحتفال بالذكرى الـ 17 لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين التي صادفت يوم السبت الموافق 30 يوليو الجاري وتمنياتنا له بالنجاح والتوفيق في مساعيه المشكورة لتطوير العلاقة المغربية الكويتية وتمنياتنا للمغرب ملكا وحكومة وشعبا بدوام التطور واﻻزدهار وحفظ الله المملكة المغربية وشعبها من كل سوء ومكروه . أحمد بودستور
مشاركة :