دخلت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أجواء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016، والتي ستنطلق يوم الجمعة المقبل بحفل افتتاح ينتظره الملايين كما ينتظره البرازيليون أيضاً، بعد المخاوف والشائعات التي تطارد تنظيم البرازيل للحدث، والتهديدات الأمنية والمشاكل الموجودة في القرية الأولمبية، والكثير من الأمور السلبية التي تطغى على الشكل العام قبل انطلاقة المحفل الأولمبي الكبير. يبدأ الانطباع عن التنظيم من مطار أنطونيو كارلوس جوبيم الدولي والمعروف باسم مطار جالياو، حيث تزين المطار لاستقبال المشاركين من كل بقاع العالم، وهناك حالة من الطوارئ في اللجنة المنظمة، حيث تعمل اللجنة في المطار على مدار الساعة دون توقف، وبمجرد النزول من الطائرة تجد الممرات والمطار بشكل عام قد تزين بشعارات ريو 2016، وكان الأبرز كتابة الكثير من العبارات الترحيبية على الجدران داخل المطار، بكل لغات العالم، وتدور العبارات بكل اللغات بكلمة كثير من الحب، وكتبت باللغة العربية الحب وكررتها أكثر من مرة، وهو تأكيد على أن البرازيليين يرفعون شعار الحب في أولمبياد ريو بحثاً عن مرور الحدث من دون مشاكل. ومع بدء العد التنازلي للأولمبياد تسعى اللجنة المنظمة للدورة لإثبات أحقيتها في التنظيم، من خلال توفير كل متطلبات النجاح، بعدما توافد أغلبية المشاركين في المنافسات إلى ريو والدخول في القرية الأولمبية مبكراً، من أجل التأقلم مع فارق التوقيت والأجواء المناخية وهو ما دفع العديد من المنتخبات إلى إقامة معسكرات في مدينة ساو باولو قبل أن تطير إلى ريو في التوقيت المحدد. وتوافد عدد كبير من الإعلاميين على مستوى العالم، وبدؤوا العمل بشكل رسمي والتحرك في كل أرجاء المدينة، سواء في منطقة المركز الإعلامي أو قرية الإعلاميين بجوار القرية الأولمبية، وأيضاً حضور تدريبات جميع الفرق التي وصلت وبدأت في خوض التدريبات الرسمية. ويعد الملف الأمني هو الهاجس الذي يطارد اللجنة المنظمة، وهو ما جعل الأمن في الشوارع وحول الملاعب والمنشآت الرياضية، ونزلت كتائب كثيرة من الجيش لتأمين الشوارع ومساعدة الشرطة وعمل كمائن أمنية. في الوقت الذي لجأت فيه اللجنة الأولمبية لعمل إخلاء وهمي في المركز الإعلامي الرئيسي وانتظرت حتى موعد الذروة، وأطلقت صافرات الإنذار، وطالبت الجميع الخروج من جميع الأبنية التي خصصتها للإعلام، سواء الجانب المخصص للقنوات الفضائية، أو الجانب المخصص للصحفيين والمصورين، وأيضاً القاعة الكبيرة الخاصة بالمؤتمرات الصحفية. ولم تتلق اللجنة المنظمة تهديدات ولكن الإخلاء كان احترازياً، وهي حرصت على تعريف الإعلام كيفية التصرف في حال حدوث إخلاء مفاجئ، وانتظر الإعلاميون في الساحة الكبيرة حتى منحتهم اللجنة المنظمة الضوء الأخضر للدخول من جديد، واستمرت التجربة الوهمية ما يقرب من 45 دقيقة. في الوقت نفسه، افتتح ميشال تامر القائم بأعمال رئيس البرازيل، محطة المترو الجديدة مترو 4، وهو الخط الرابع الذي تبلغ مسافته 16 كم ويبدأ من منطقة إيبانيما مروراً إلى بارا دا تيجوكا، والوصول إلى الحديقة الأولمبية، ويخدم جميع المشاركين في الدورة من جماهير وإعلاميين وأيضاً رياضيين، وهو ما يمثل نقطة جديدة في وسائل المواصلات والتي لا تقتصر على خدمة المقيمين على أرض ريو بل أيضاً لتخفيف الزحام في الشوارع. كما حضر الافتتاح الذي أقيم في محطة جارديم بحي المنتزه الأولمبي في منطقة بارا دا تيجوكا، توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ولويس فرناندو عمدة ريو، وكارلوس آرثر رئيس اللجنة المنظمة، وعدد من الشخصيات الرياضية العالمية. وتشمل شبكة النقل في ريو مترو الأنفاق، ونظام الحافلات الذي يحتوي على أكثر من 1000 خط، وتعتبر الحافلات الخيار الأرخص، وتكلف بطاقة الحافلة 3 دولارات برازيلية فقط، وهناك شبكة مترو مريح ومكيف من الاثنين إلى السبت حتى الساعة 11 ليلاً، ويبلغ سعر التذكرة نحو 4 دولارات، وهناك خطان أحدهما باللون الأخضر والآخر برتقالي يغطيان المناطق السياحية الرئيسية في المدينة.
مشاركة :