تنطلق اليوم في تونس المشاورات لاختيار رئيس لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، والتي يرجح احتفاظ عدد كبير من الوزراء الحاليين بمناصبهم فيها، وأطاح البرلمان السبت في جلسة عاصفة استمرت لساعات طويلة، حكومة الحبيب الصيد كسابقة تاريخية في تونس، وينتظر أن تشارك تسعة أحزاب سياسية في المشاورات الى جانب عدد من المنظمات الوطنية المتوافقة في إطار وثيقة قرطاج، من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يمثل كبرى النقابات العمالية، بينما تشير المعطيات الأولى الى أن المرشح لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية سيكون من حزب حركة نداء تونس أو محسوباً عليها. وقرر البرلمان التونسي بأغلبية ساحقة سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد التي تتعرض لضغوط منذ اقترح الرئيس الباجي قايد السبسي قبل شهرين تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكما كان متوقعا فإن سقوط الحكومة في البرلمان كان مدويا، إذ إنه من أصل 217 نائبا يتألف منهم مجلس نواب الشعب حضر جلسة التصويت 191 نائبا، صوت 118 منهم ضد تجديد الثقة مقابل ثلاثة فقط أعطوها ثقتهم و27 نائبا امتنعوا عن التصويت. وكان الصيد قال في خطاب حاد النبرة أمام النواب قبل التصويت على الثقة جئت ليس لأحصل على 109 (أصوات) حتى أظل (في الحكم)، جئت لأبسط الموضوع أمام الشعب وأمام النواب. وتعرض الصيد المستقل البالغ من العمر 67 عاما لضغوط منذ ان اقترح الرئيس السبسي في الثاني من يونيو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت أحزاب عدة بينها أحزاب الائتلاف الحكومي الأربعة: نداء تونس والنهضة وآفاق تونس والاتحاد الوطني الحر، أعلنت عزمها عدم تجديد ثقتها بالحكومة. وبحسب مصادر مطلعة فإن عددا من وزراء حكومة الصيد سيواصلون عملهم على رأس وزاراتهم بقرار من أحزابهم، من بينهم وزير الخارجية خميس الجهيناوي، ووزير التجارة محسن حسن، ووزير التنمية والاستثمار ياسين إبراهيم، ووزير التربية ناجي جلول، كما ينتظر أن يحافظ وزير الداخلية الهادي مجدوب على منصبه بعد النتائج الإيجابية التي تحققت على الصعيد الأمني. وتتجه الأنظار اليوم الاثنين الى قصر قرطاج الذي سيلتقي فيه رئيس الحكومة المطاحة الحبيب الصيد بالرئيس الباجي قائد السبسي لتكليفه بمواصلة تصريف الأعمال الى حيث تشكيل الحكومة الجديدة ونيلها ثقة البرلمان. قلق أبدت صحف تونسية عدة قلقها حيال المرحلة المقبلة. وكتبت صحيفة لو كوتيديان هل سيحل رحيل الحبيب الصيد وفريقه الصعوبات الكبرى التي تواجهها البلاد؟ سيكون من السذاجة الاعتقاد ان إنقاذ البلاد يتوقف على حكومة وحدة وطنية. هذا يعني أن مرحلة ما بعد الصيد لن تكون نزهة على الإطلاق. واعتبرت صحيفة لا برس ان المرحلة الخطيرة والخوف الأكبر اليوم هو الفراغ السياسي.
مشاركة :