مسجد الملك عبدالله تحفة مضيئة تتوسط ساحات خضراء

  • 8/1/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتمتع مسجد الملك عبدالله الكائن في مركز للدراسات والبحوث البترولية في الرياض بكثير من المواصفات والمعايير الفنية والهندسية والحلول البيئية الحديثة، التي رشحته للمنافسة في أعمال الدورة الثانية من جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد. يتكون المسجد من قاعة صلاة رئيسة كبيرة للرجال، وقاعة أخرى منفصلة للنساء، وفناء (صحن) كبير، ومكان للمواضئ، إلى جانب ساحة مفتوحة تتميز بالرحابة وتوفر فضاء كبيرا، يمنح الراحة والهدوء النفسي للمصلين، وتحيط بالمسجد مساحات خضراء كبيرة، كما تحيط به بركة عاكسة، توفر عناصر الطبيعة الخلابة. ويعبِّر التصميم الفني لمسجد الملك عبدالله في تفاصيله الدقيقة عن الأصالة، كما يعبِّر عن الزمان والمكان اللذين بني فيهما، وقد تم تصميم المسجد بطريقة رائعة وفريدة بشكل ملهم، حيث لعبت مصادر الأضواء الاصطناعية والطبيعية دورا لا يستهان به في إضفاء لمسات جمالية رائعة ومميزة على أركان المسجد، الذي يشتمل على سلسلة من الساحات الفسيحة، وتوفر هذه الساحات رؤية واسعة الآفاق تجاه المسجد، الذي يقع في وسط مساحات خضراء وأشجار ونخل، تمنحه منظرا جميلا. ويرتفع المسجد الذي تحيط به بركة عاكسة، بمقدار ثلاثة أقدام فوق المساحات المجاورة المفتوحة، ومع وجود الإضاءة ليلا، تبدو الصورة كما لو أن المبنى مرفوع فوق المياه. ويتغير شكل المسجد نهارا عنه في الليل، مع نمط النوافذ المتوهجة والمحاطة بالزجاج الملون، بحيث تنعكس الظلال نهارا، وهو ما يخلق تجربة ديناميكية تختلف حسب الموسم المناخي، وفي الليل، يبدو الصندوق الزجاجي الذي يتوسط المسجد مثل المصباح، يتلألأ مع الضوء في الأسفل، وتتخلله نقاط الضوء من أعلى، ومن الداخل هناك تفاعل بين الظل والظلال، وترى من خلالها تحولا تكنولوجيا للجدار التقليدي من "المشربيات". وتغطي الأضواء الطبيعية الآتية من النوافذ، الجدران الأربعة الرئيسة للمسجد، مع السقف، ما يخلق شكلا جماليا مبهرا. وبالقرب من المسجد، يقبع برج المئذنة، بارتفاع 115 قدما، عاكسا النمط الفني للمسجد. ويمتلك المسجد عددا من الحلول البيئية التي تجعله متصادقا مع البيئة المحيطة، وأول هذه الحلول، العزل الحراري الذي يحافظ على درجة البرودة في الداخل، ومعالجات الإضاءة والمعالجات الصوتية وتحسينات من الداخل، كما أن هناك تفاعلا بين الظل والظلال، وترى من خلالها تحولا تكنولوجيا للجدار التقليدي من (المشربيات).

مشاركة :