معركة «فك الحصار عن حلب» تباغت النظام من محورين

  • 8/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رفعت قوات المعارضة السورية وحلفائها أمس، سقف الآمال بشأن فك الحصار عن مدينة حلب، حيث أطلقت هجومًا واسعًا يهدف إلى «فتح مدينة حلب بالكامل»، بحسب ما أكد قيادي في حركة «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى «التحضير لمفاجآت كبيرة». وبموازاة إعلان الناطق العسكري لحركة أحرار الشام في تسجيل مصور، بدء عملية فك الحصار عن حلب بعد ظهر أمس والتي حملت اسم «الغضب لحلب»، انطلقت العمليات العسكرية التي يشارك فيها نحو 10 آلاف مقاتل من محورين، استهدفا جبهة الريف الجنوبي، وجبهة شمال غربي مدينة حلب. وبدأت العمليات بهجوم مباغت أسفر عن السيطرة على مواقع قوات النظام في منطقة مدرسة الحكمة، كما تمت السيطرة على المواقع في سلسلة سواتر السابقية وتلتي «أحد» و«المحبة» في جنوب المدينة. وقال القيادي في «أحرار الشام» محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة «بدأت على محورين، حيث تم إيهام قوات النظام عبر التمويه بأننا سنطلق الهجوم من منطقة حندرات، أو من الريف الجنوبي، وهو ما دفع قوات النظام لصبّ تركيزها على هاتين المنطقتين، فهاجمتهما في عملية استباقية، لكن المقاتلين المعارضين باغتوا قوات النظام عبر الهجوم من منطقة شمال غربي حلب، وتحديدًا من جهة الحمدانية وحي جمعية الزهراء ومدرسة النهضة، ليكون بمثابة هجوم غير محسوب». وقال الشامي إن الهجوم «انطلق بعمليتين انتحاريتين نفذهما انتحاريان يتبعان جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) ليليهما الانغماسيون الذين هاجموا المواقع بأعداد ضخمة»، مشددًا على أن «المعارك مستمرة لفتح مدينة حلب، وليس فك الحصار عنها فحسب»، مشيرًا إلى «انهيارات كاملة في صفوف قوات النظام». وللغرض نفسه، حاول المعارضون تحييد سلاح الجو عبر إشعال الإطارات التي بعثت دخانًا كثيفًا، فيما ساهم الاحتكاك المباشر خلال القتال بتحييد سلاح الجو أيضًا. وقال الشامي إن أعداد المقاتلين الذين هاجموا قوات النظام «يقارب 10 آلاف مقاتل»، موضحًا أن تنظيم «جند الأقصى» رفد المعركة بنحو 6 آلاف مقاتل، بينهم ألفان جاهزون ليكونوا انتحاريين، فيما رفدت «النصرة» المعركة بنحو 4 آلاف مقاتل، بينما تولت «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» و«فيلق الشام» عمليات التغطية النارية، لا سيما كتيبة المدفعية في «أحرار الشام» التي شاركت أيضا بالمدرعات، وعبر أكثر من ألف مقاتل. كما شارك عدد من المقاتلين التركستانيين والأوزبك في المعركة التي يقودها «جيش الفتح». وقال الشامي إن القاضي الشرعي العام في «جيش الفتح» عبد الله المحيسني، وزعيم «النصرة» (سابقًا) أبو محمد الجولاني، يشاركان بشكل مباشر في المعركة. ورفعت مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب (المناطق الخاضعة للمعارضة)، حالة الطوارئ في مدينة حلب وريفها الغربي لأعلى درجات الاستعداد، أمس، وطلبت من المواطنين «الامتناع عن التجمعات التي أصبحت أهدافا لمجازر النظام اليومية، والحذر كل الحذر من خدعة النظام وحليفه الروسي بقضية المعابر الإنسانية الكاذبة». وقبل انطلاق الهجوم، شنت قوات النظام والقوات الرديفة الموالية لها، هجومًا من عدة محاور على مواقع تابعة للفصائل الإسلامية والمعارضة بعدة جبهات من ريف حلب الجنوبي، شمال سوريا، بمحاولة منها للتقدم وقطع خطوط إمدادها، إلا أن الفصائل نجحت في صد الهجوم وأجبرت المهاجمين على التراجع بعد معارك دارت بين الجانبين، تزامنت بقصف جوي روسي مكثف طال مواقع المعارضة بعدة قرى وبلدات في المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في المعارضة السورية تأكيده أن «قوات النظام مدعومة بالميليشيات العراقية والإيرانية ومقاتلين من (ما يُسمى) حزب الله اللبناني، شنت فجر أمس هجومًا هو الأعنف من نوعه مدعومًا بطائرات حربية للنظام السوري وقاذفات روسية، في محاولة لقطع طريق إمداد قوات المعارضة من ريف حلب الغربي». وفي حال نجحت فصائل المعارضة في السيطرة على طريق الراموسة جنوب مدينة حلب، ستتمكن من قطع طريق إمداد قوات النظام الوحيد إلى حلب، مما يعني حصار قوات النظام بشكل مماثل للحصار الذي تفرضه الأخيرة على الأحياء الشرقية من حلب، بعد قطعها طريق الكاستيلو شمال المدينة.

مشاركة :