تفوح الرائحة الكريهة على الفور بمجرد أن يضع ماريو موسكاتيلي مجدافه في قاع واحدة من البحيرات حول ريو دي جانيرو، المدينة المستضيفة للأولمبياد الصيفي. وقال البرازيلي موسكاتيلي المتخصص في علم الأحياء مع تحرك زورقه المزود بمحرك صوب بحيرة تيجوكا، بالقرب من القرية الأولمبية في غرب مدينة تيجوكا التي تقع على مشارف ريو «المياه ملوثة تماما». وأوضح موسكاتيلي أن بحيرة جاكاريباجوا، التي تقع على بعد مئات الأمتار من المواقع الأولمبية، ملوثة «بمياه الصرف الصحي والقمامة». وتمتد المياه الملوثة إلى خليج جوانابارا، موقع استضافة منافسات الشراع الأولمبية التي تنطلق في الخامس من أغسطس الجاري. ويمثل التلوث البيئي مشكلة طويلة المدى بالنسبة لريو، المدينة التي تعهدت ببيئة طبيعية مثالية بصفتها موقع استضافة الأحداث الرياضية العالمية، كما أن الجبال المحيطة والمساحات الخضراء بالمدينة التي تطل على المحيط الاطلنطي، تجعل من المدينة البرازيلية واحدة من أروع المدن حول العالم. إلا أن الصورة المثالية الموضوعة على البطاقات البريدية تتناقض مع صور آلاف الأسماك النافقة التي تطفو على سطح مياه خليج جوانابارا وبحيرة رودريجو فريتاس، التي تستضيف المنافسات الأولمبية. كل أنواع الصرف الخام يمكن مشاهدتها في خلجان المدينة، حيث أشار موسكاتيلي إلى أريكة نصفها مغمور في مياه بحيرة تيجوكا، القريبة من حي ريو داس بيدراس الفقير. وتعتبر المياه الملوثة في ريو نتيجة لضعف النمو في المدينة منذ منتصف القرن العشرين، ومع التخطيط المؤسف للبنية التحتية فإن هناك قصور شديد في معالجة المياه. وتعهدت البرازيل بتطهير 80 بالمئة من خليج جوانابارا وجعلها واحدة من المواقع المميزة لدورة الألعاب الأولمبية عندما فازت ريو بحق استضافة الأولمبياد.
مشاركة :