وفاء مطالقه - بعد اكثر من 4 ساعات انتظار في قاعة مكتظة بالمرضى والمراجعين ، دخلت المواطنة هند الاسمر الحامل بالشهر السادس الى غرفة الطبيب، لتنتظر حوالي 20 دقيقة، قبل ان يحضر الطبيب المقيم ويسألها عن شكواها، ثم يكتب لها وصفة طبية بمزيد من الفيتامينات والحديد ويطلب منها المراجعة بعد شهر، متسائلة لماذا لم يجري لها الطبيب اي فحوصات مخبرية او سريرية. وتقول الأسمر في كل زيارة للمستشفى يشرف على معالجتها طبيب مقيم مختلف عن السابق، متمنية ان تتم متابعتها من طبيب محدد في كل المرات ما يريحها نفسيا ويشجعها على الزيارات المنتظمة للعيادة. ووفق مدير ادارة المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور علي السعد فان عددا من المرضى تكون حالتهم مستقرة وقد اجروا في الزيارات السابقة فحوصات مخبرية ، والتالي لا يحتاجون في الزيارات اللاحقة الا لقراءتها ووصف العلاج المناسب. ويؤكد مراجع آخر لعيادة السكري هذا الوضع اذ يندد بتنوع الاطباء المتابعين له في كل زيارة ، متمنيا ان تتم متابعته من الطبيب ذاته. المساعد الفني لمدير مستشفى الجامعة الدكتور عماد العبداللات قال ان الطبيب المقيم يفحص المريض ويأخذ سيرته المرضية ثم يزود الاخصائي بالمعلومات لاختصار الوقت لمصلحة المرضى . الناظر الى جدران تلك المستشفيات والمراكز الطبية تبهره الصور والشهادات التي تؤكد حصول تلك المراكز الطبية على شهادات الايزو والاعتمادية الدولية ناهيك عن جوائز ضبط الجودة وغيره ، الا ان شهادات بعض المراجعين تختلف عن ذلك . وفي عيادة الاعصاب يقول سائد مي بالكاد استطاع الحصول على موعد منذ ثلاثة اشهر ، وانه وصل الى العيادات الخارجية قبل الساعة الثامنة ليحجز دورا مبكرا ، لكن رحلة انتظارة لرؤية الطبيب امتدت حتى الساعة الثانية عشرة والنصف، ولا يعلم ان كان سيرى الطبيب الاخصائي أم لا . وفي ذات العيادة قالت الحاجة أم محمد انها قابلت مجموعة من الاطباء ومن بينهم اخصائي الاعصاب الذي طلب منها اجراء عدة فحوصات من ضمنها صورة رنين مغناطيسي ، مضيفة ان موعد الصورة بعد شهر ونصف ، وستبقى تحت الالم الى ان تجري الصورة وتبدأ معاناة الموعد الجديد مع الطبيب ليقوم بتشخيص حالتها وبالتالي البدء بالعلاج . هذا الحال لا ينطبق على مركز طبي محدد، بل يشمل العديد من المستشفيات الحكومية والمراكز الطبية الشاملة في عمان . في احد المراكز الصحية قالت مواطنة انها انتظرت قرابة الساعة لتدخل الى الطبيبة التي قامت بفحصها ( شفويا ) على حد تعبيرها ، وسألتها عن علتها فأجابت : يبدو انه التهاب بالحلق ، فكتبت لها الطبيبة الادوية دون حتى ان تخبرها عن مرضها، وسألتها ان كانت بحاجة الى ادوية اخرى كالمسكنات البسيطة مثل ( البنادول أو الريفانين ) . نائب المدير الفني في مستشفى الجامعة الدكتور عماد العبداللات قال ان الاكتظاظ في المستشفى سببه الثقة العالية من المواطنين بالكادر الطبي مشيرا الى أن الطبيب يعاين حوالي 120 مريضا وقد يرتفع العدد احيانا الى 140 مريضا خلال فترة العيادة . وقال نتمنى ان لا يتجاوز عدد المرضى الاربعين مريضا في العيادة الواحدة بحيث يخضعون جميعا لمتابعة الاختصاصي شخصيا تلبية لرغبة المرضى والطبيب ، مؤكدا ان في المستشفى نوعية متميزة من الاطباء الاختصاصيين المشهود لهم بخبرتهم الواسعة . واضاف انه اذا اردنا العمل بهذه الطريقة فان المواعيد ستتأخر الى اكثر من عامين ، ما يؤدي الى الشكوى المستمرة من تأخير المواعيد . وبين ان نظام مستشفى الجامعة نظام تعليمي واكاديمي ، موضحا ان الطبيب المقيم هو طبيب حاصل على شهادة مزاولة المهنة وهو الان في مرحلة الاختصاص ، واذا لم يتدرب في هذه المرحلة ، فكيف سنصل الى رتبة اخصائي . واشار الى ان معظم الاطباء في المراكز الصحية هم أطباء مقيمون ، بمعنى ان السياسة التدريبة للطبيب المقيم معمول بها في مختلف المراكز الطبية والمستشفيات ليس في الاردن فحسب وانما في كل دول العالم ، حيث يقوم الطبيب المقيم بفحص المريض وأخذ سيرته المرضية ومن ثم تزويد الاخصائي بالمعلومات ، حيث يكون القرار النهائي بالتشخيص للطبيب الاخصائي، مشيرا الى ان هذا العمل يسرع من الوقت الذي يقضيه الاخصائي مع المريض ومن شأنه ان يسمح بمتابعة عدد اكبر من المرضى . وقال ان هذه الطريقة تضمن للطبيب المقيم التدرب تحت اشراف الاخصائي دون التدخل الكامل بتقييم حالة المرضى مبينا ان اخصائيي مستشفى الجامعة الذين يتجاوز عددهم 200 طبيب هم اعضاء هيئة تدريس في كلية الطب بالجامعة الاردنية ، ويحملون شهادات عليا وملتزمون بعياداتهم ، موضحا ان المشكلة بالضغط المتزايد من المرضى الذي ادى الى ازدياد الحاجات الملحة للتطوير والتوسع ، ناهيك عن عدد اخر من الاخصائيين من خارج نطاق الجامعة الاردنية يعملون بعقود سواء من الخدمات الطبية الملكية او وزارة الصحة او القطاع الخاص . مدير ادارة المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور على السعد قال ان المؤشرات الصحية في المملكة من افضل المؤشرات على مستوى العالم وتحتل مواقع متقدمة جدا عن الدول النامية مشيرا الى انه يوجد في الاردن 107 مستشفيات منها 32 تابعة لوزارة الصحة والباقي موزع بين المستشفيات الجامعية والخدمات الطبية والقطاع الخاص . وبين ان الطبيب العام - وفقا للمعايير الدولية - يستطيع معاينة حوالي 40 مريضا يوميا فيما تتراوح حصة الاخصائي من المرضى ما بين 15 الى 20 مريضا ، ولكن في الدول التي تعاني من اكتظاظ المرضى ناهيك عن اعداد اللاجئين المتزايد في المملكة فمن الطبيعي ان يزيد عدد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة ، موضحا اننا نتعامل مع الاكتظاظ لعلاج اكبر عدد ممكن منهم واحيانا جميعهم . وبين انه يوجد في المملكة 698 مركزا صحيا موزعين على مختلف المحافظات، ولا توجد مشكلة فيها من حيث الاكتظاظ الا سوء توزيع الوقت. وقال ان اكتظاظ المراجعين عادة ما يكون بين الساعة العاشرة صباحا والثانية عشرة ظهرا، فيما يقل عدد المراجعين بعد ذلك موضحا ان المرضى وخاصة القادمين من القرى والمحافظات يفضلون المواعيد الصباحية، وهناك في الاغلب عدم التزام عند بعضهم بموعد مراجعته المسائي ما يؤدي الى ارباك واكتظاظ بين المراجعين خلال الفترة الصباحية . واضاف لو تم توزيع ساعات الدوام الثمانية على طول فترة العمل فان العمل يتحسن ويتوزع بالتساوي بين المراجعين موضحا ان المستشفيات والمراكز الصحية تعمل وفق نظام محوسب للدور والمواعيد بحيث يتم تحويل المريض من المركز الصحي الى المستشفى مباشرة عند الحاجة . وقال بعض المرضى لا يلتزمون بتوقيت التحويل الى المستشفيات، وبعضهم يتجه مباشرة الى الاسعاف والطوارىء ما يربك ويؤخر الحالات الطارئة وبخاصة أن بعض الحالات تكون الحالة غير طارئة ، موضحا ان 60 الى 65 بالمئة من مراجعي الاسعاف والطوارئ الذين تتم معالجتهم حالات غير طارئة فعليا . وقلل الدكتور السعد من شكوى بعض المرضى حول كفاءة الطبيب المقيم وقال انه طبيب انهى تعليمه وحاصل على شهادة مزاولة المهنة ويقضي مرحلة الاختصاص تحت اشراف الاطباء من رتبة اخصائي ومستشار كما انه انهى برنامج التدريب وينتظر الحصول على لقب اختصاص ويتدرج حسب نوع الاختصاص من سنة الى 5 سنوات ، ويعمل تحت اشراف الطبيب الاخصائي. وبين ان بعض المرضى مثل مرضى السكري والضغط وضعهم ثابت وتكون الزيارة الشهرية إما لإجراء فحصوات دورية، أو لقراءة نتائجها من قبل الطبيب، بمعنى هناك برنامج متابعة طبية له يتم الالتزام به، والبعض يعتقد انه لم يره الطبيب الاخصائي، ولكن اذا كانت الفحوصات واضحة والادوية ملتزم بها ويجري التحاليل بموعدها ووضعه مستقر، فالحاجة تكون للحصول على الادوية الشهرية بوقتها فقط. وعادة يصل المريض الى العيادة وتكون فحوصاته امام الطبيب، فيتفاجأ المريض بان الطبيب قد كتب له الادوية سريعا وانه لم يتحدث اليه مطولا، لإتاحة الفرصة لرؤية عدد اكبر من المرضى. بترا
مشاركة :