تظهر الدراسات التي أجريت في تايلاند والولايات المتحدة، أن ما بين 25 و40٪ من الأسماك والمحار، التي تباع في الأسواق تحتوي على مواد بلاستيكية. ومثل هذه الدراسة لم يتم تطبيقها على سواحل إسبانيا، ويعتقد العلماء أن النتائج ستكون بالطبع مماثلة. ويعتقد عالم الأحياء البحرية والباحث في جامعة قادس في إسبانيا، أندريس كوزار، أن العينات المأخوذة من المياه السطحية على سواحل البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تكون «مجرد غيض من فيض من النفايات البلاستيكية، وأقل من 1% منها». وأخبر هذا الباحث حشداً من الخبراء والطلاب في إحدى الندوات البحرية، بأن هناك تركيزات عالية من البلاستيك في الكيلومتر الأول من المياه، قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط. ويقول حتى الآن، «ما نعرفه هو أنه يتراكم في مركز الدوامات، التي تقع على بعد آلاف الكيلومترات من الساحل، إلا أن التركيز مرتفع في المناطق الساحلية». ويقول كوزار أن البلاستيك يتنقل بفضل الرياح، إلى أن يضرب الساحل الإسباني ويبدأ في التراكم هناك، والمشكلة هي أن الإسبان هم من مستهلكي الأسماك الكبيرة. وقضى كوزار السنوات القليلة الماضية في استكشاف البحار السبعة كعضو في مشروعات مثل «بعثة مالاسبينا» البعثة التي يرعاها المجلس العالي للبحث العلمي. ويقول «تماماً مثلما كان هناك عصر برونزي وعصر حديدي، نحن نعيش الآن عصراً بلاستيكياً». وأثبت، جنباً إلى جنب مع فريقه، أن هناك «خمسة تراكمات كبيرة من النفايات البلاستيكية في المحيطات المفتوحة، تتزامن مع الدوامات الكبرى في المحيطات الخمسة الكبرى»، وبجانب تراكمات مخلفات البلاستيك المعروفة في التيارات الرئيسة بشمال المحيط الهادئ، اكتشف الباحثون نفايات مماثلة في وسط شمال المحيط الأطلسي وجنوب المحيط الهادئ، وجنوب المحيط الأطلسي والمحيط الهندي. وتظهر أحدث بحوث كوزار أيضاً «تراكماً كبيراً من البلاستيك» في البحر الأبيض المتوسط. ويروي عن ذلك قائلاً «عندما قارنا المقاييس في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع تلك التي اتخذناها لكل واحدة من التيارات، بما في ذلك شمال المحيط الهادي، لاحظنا أن متوسط التركيزات كانت مشابهة لتلك الموجودة في البحر الأبيض المتوسط».
مشاركة :