مقتل 5 جنود روس بإسقــــــاط مروحيتهم في ريف إدلب

  • 8/2/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قتل خمسة جنود روس، أمس، إثر إسقاط المروحية، التي كانوا يستقلونها في سورية، في حادث هو الأكثر دموية لموسكو، منذ بدء تدخلها في النزاع في هذا البلد. وفي حين أحرزت الفصائل المسلحة تقدماً، مع دخول معركة فك الحصار عن مناطق شرق مدينة حلب يومها الثاني، أعربت دولة الإمارات، عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني المأساوي في مدينة حلب، واستهجانها لاستهداف المدنيين. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان بثته وكالات الأنباء الروسية، أن مروحية عسكرية روسية أسقطت أمس، بينما كانت تشارك في «العملية الإنسانية» الجارية في مدينة حلب السورية، ما أدى الى مقتل ركابها الخمسة، وهم ضابطان وطاقم من ثلاثة أفراد. وقال بيان الوزارة «في الأول من أغسطس الجاري في محافظة إدلب، أطلقت نيران من الأرض أسقطت مروحية نقل عسكرية من طراز مي-8، في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية (غرب سورية)، بعدما سلمت مساعدات إنسانية في مدينة حلب». من جهته، قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين «حسب المعلومات المتوافرة لدينا من وزارة الدفاع، فإن الذين كانوا على متن المروحية قتلوا كأبطال، لأنهم كانوا يحاولون تغيير وجهة المروحية، لتقليل عدد الضحايا على الأرض». ويعد هذا الحادث أكثر الهجمات دموية على القوات الروسية في سورية، منذ بدأت موسكو تدخلها لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد، في سبتمبر الماضي. ويرفع هذا الهجوم إلى 18 عدد العسكريين الروس، الذين قتلوا منذ بدء تدخل موسكو في النزاع. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن الطائرة المروحية سقطت في ريف سراقب الشمالي الشرقي، بالقرب من الحدود الإدارية مع ريف حلب». ويبسط «جيش الفتح» سيطرته على محافظة إدلب، وهو عبارة عن تحالف فصائل على رأسها «جبهة فتح» (جبهة النصرة سابقاً)، التي فكت ارتباطها مع تنظيم القاعدة أخيراً. في السياق، تواصلت، أمس، المعارك بين مقاتلي الفصائل المعارضة، والقوات الحكومية في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب. وتعد هذه المعارك جزءاً من الهجوم المضاد، الذي شنته الفصائل مساء أول من أمس، ضد القوات الحكومية، في محاولة لتخفيف الحصار الذي يفرضه النظام السوري، على الأجزاء التي يسيطر عليها المعارضون في شرق المدينة. وذكر المرصد أن الفصائل المقاتلة أحرزت تقدماً بسيطاً، خلال الليلة قبل الماضية، إلا أن الاشتباكات العنيفة تواصلت مع شن الطائرات الحربية الحكومية غارات في هذه المنطقة. وكانت الفصائل أطلقت، أول من أمس، معركة «حلب الكبرى» تحت قيادة واحدة من غرف «عمليات فتح حلب»، التي تضم فصائل الجيش الحر، و«جيش الفتح». وعمدت القوات الحكومية، منذ أسابيع، إلى محاصرة الأحياء الشرقية بعد أن تمكنت من قطع طريق الإمداد الأخير إليها، ما أثار المخاوف من حدوث أزمة إنسانية لنحو 250 ألف شخص محاصرين هناك. وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أن الهدف من الهجوم الذي شنه المقاتلون، هو الاستيلاء على ضاحية الراموسة، التي يسيطر عليها النظام على المشارف الجنوبية للمدينة. وأوضح أن الطريق، الذي يمر عبر الراموسة، يعد طريق الإمداد الرئيس للقوات النظامية، المؤدية إلى المناطق الخاضعة لسيطرته في غرب حلب. وأضاف أنه بإمكان القوات النظامية الالتفاف والمرور عبر الشمال، «لكن الطريق المار من هناك أشد صعوبة، وأكثر خطراً». وقال عبدالرحمن «كما أن المدنيين يستخدمون بشكل أساسي طريق الراموسة، من أجل الدخول أو الخروج، من الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في المدينة». وعبر السكان القاطنون في الأحياء الغربية عن تخوفهم من أن يجبرهم الهجوم على الفرار. وأفاد مصدر أمني لـ«فرانس برس» بـ«محاولات تسلل قام بها المسلحون، لبعض النقاط العسكرية في الريف الجنوبي والجنوبي الغربي، وتم التصدي لها عبر جميع الوسائط النارية المتاحة». وأعلنت موسكو، الخميس الماضي، فتح «ممرات إنسانية» من الأحياء الشرقية المحاصرة، والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب، نحو الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية أمام المدنيين والمسلحين الراغبين في المغادرة. من ناحية أخرى، أعربت الإمارات، عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني المأساوي في مدينة حلب، في ظل التقارير التي تتحدث عن منع وصول المواد الإنسانية الضرورية إلى مئات الآلاف من السكان المحاصرين خصوصاً شرق المدينة. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، تأييد الإمارات لمقترح الأمم المتحدة وقف الأعمال العسكرية لمدة 48 ساعة، لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين، وطالبت المجتمع الدولي بأن يكون الوضع الإنساني في المدينة في مقدمة اهتماماته. وأوضحت أن الإمارات تتابع عن كثب الاتصالات الأميركية ــ الروسية الجارية بشأن سورية وتأمل بنجاحها لإنهاء معاناة الشعب السوري التي تعددت فصولها وطال أمدها. وقالت الوزارة إن الإمارات إذ تدين حصار النظام السوري للمدينة، وما خلفه من مآسٍ لسكانها، تؤكد مجدداً أهمية الحل السياسي في سورية، وفق «مرجعية جنيف 1»، وتشدد على أنه لا حل عسكرياً في سورية، وأن غياب هذه القناعة لدى جميع الأطراف سيطيل أمد مأساة سورية، ويزيد معاناة شعبها.

مشاركة :