وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان دعوة الى المتحاورين الذين يعقدون اجتماعهم في 2 آب (أغسطس) بإيجاد الحلول والمخارج لحل الأزمة اللبنانية، وقال: «اللبنانيون ينتظرون الشيء الكثير منكم، ولديهم أمل كبير في الوصول الى تفاهم في ما بينكم ولو بالحد الأدنى، فتحاوروا ما شئتم واختلفوا ما شئتم، ولكن غلبوا مصلحة الوطن ومصلحة المواطنين على مصالحكم الشخصية». وقال في حفل تكريمي أقيم على شرفه في منطقة الشبانية، بحضور العديد من الشخصيات: «لم يعد مسموحاً مطلقاً مهما كانت التبريرات والصعوبات إن وجدت، أن يبقى الفراغ الرئاسي في لبنان، فكلنا يشعر بأن القصر الرئاسي في بعبدا وكرسي الرئاسة يئنان من وطأة الفراغ. فيا سياسيي لبنان إلى متى؟ فمنذ أكثر من سنتين ونحن نعاني من هذا الفراغ ونردد يومياً ويردد كل المخلصين لإنهاء هذا الفراغ، ولكن اللامبالاة ضاربة في عقول السياسيين». وأضاف: «نحن مع الرئيس تمام سلام في صبره ومعاناته، وهذه الحكومة مكتوب عليها أن تستمر وأن تبقى لأنه في ظل الفراغ الرئاسي لا يمكن ان نكون نحن من دون حكومة تسيّر أعمال البلد. وعلينا جميعاً أن نعلي الصوت من اجل تفعيل العمل الحكومي، فهذه الحكومة تعاني من الداخل ومن الخارج. وللجميع أتوجه بالقول تعالوا جميعاً ندعم هذه الحكومة ورئيسها لأنها تشكل بالنسبة إلينا مرحلة ضرورية من أجل تجاوز الفراغات الموجودة من أعلى السلم اللبناني الى ادنى مؤسسة في هذا الوطن». وتوجه الى النواب قائلاً: «إن مهمتكم الأساسية هي النزول إلى المجلس لانتخاب رئيس، فلم يعد لدينا لا كرامة ولا عزة، فلبنان أصبح مغيباً عن الخريطة العربية والدولية في ظل غياب رئيس، ونحن لا نرضى بهذا الأمر». وزاد: «المطلوب من النواب الشيء الكثير، فالمهمة صعبة، والسياسيون في لبنان واللبنانيون عموماً هم من يجترحون الحلول للآخرين ولأنفسهم، ونحن ننتظر من هذه العقلية اللبنانية السياسية ان تُفرز لنا حلولاً تنهي المعاناة الموجودة في وطننا ... نحن دائماً متفائلون بأن الحل إن شاء الله سيكون قريباً لمصلحة الوطن ولمصلحة المواطنين طالما ان هناك مبادرات إنقاذيه يطرحها الرئيس سعد الحريري، تلك المبادرات التي تغلب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية». وأكد ان «لبنان هو دائماً عربي الهوية والانتماء، ونحن مع الوحدة ومع انتمائنا العربي ومع التضامن العربي، فانظروا الى أوطاننا العربية ماذا يحل بها، لقد كان الربيع العربي كارثة على بعض دولنا العربية، فأين الحكماء! واين العقلاء! أين من يحاولون ترميم هذا الشقاق العربي! فنحن لسنا مع الخلاف العربي ولن نكون إلا طرفاً من أجل الحوار بين العرب ومن أجل ان يتماسك العرب ولينتبهوا إلى اوطانهم والى ديارهم التي يهددها الطغيان والإرهاب». وتوجه الى العرب بالقول: «كفى اقتتالاً وذبحاً لبعضكم بعضاً، أيها العرب عودوا الى قيمكم وشهامتكم وكرامتكم ولا تنسوا ابداً قضيتكم الأولى فلسطين والقدس، فعلينا جميعاً ان نهتم بهذه القضية المصيرية الاولى من قضايانا العربية والاسلامية حتى لا نضيعها في الاجواء السائدة من القتل والتدمير والإحراق والاإغراق والإرهاب الذي نشهده في بعض دولنا، ولكن لا حل لقضايانا إلا الحل السياسي، فالعنف لا يجر الا العنف، والاقتتال لا يجر الا الاقتتال. أنا اقف اليوم بينكم وقلبي مع حلب وعليها، فالشعب السوري يدفع من دمائه وأرواحه وأملاكه ضريبة الطغيان وضريبة الارهاب»، مؤكداً أن «الحل السياسي هو الحل المشرف الذي يمكن أن ينهي الازمة السورية». كما توجه الى «جيشنا البطل وللقوى الأمنية التي تحافظ على استتباب الأمن، ففي عيد الجيش نقول له نحن معك وندعو الى الالتفاف حول هذه المؤسسة العسكرية التي يجب علينا جميعاً، سياسيين ومواطنين، ان نكون الى جانبها، فجيشنا يقدم الضحايا والشهداء في سبيل الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي، هو من يدافع عن لبنان في وجه الإرهاب القادم الينا من خارج الحدود، وجيشنا لن يكون قوياً الا بالالتفاف حوله، فتعالوا نساعد الجيش في مهماته التي يقوم بها، فهو لا يريد الا استقراراً سياسياً حتى يحقق الاستقرار الأمني للبنان».
مشاركة :