أشرف جمعة (أبوظبي) الأطفال تغمرهم السعادة عندما يرتادون مدارسهم في مراحلهم الأولى، ويمارسون أساليب معيشتهم على سجية البراءة، لكنهم ليس لديهم تجارب تخبرهم بالحياة وصعوباتها، وهو ما يضع الأسر في تحد كبير لتعميق رؤية أطفالهم بالحياة، وتوعيتهم ضد مخاطر العنف والإساءة التي تحيط بهم، سواء داخل البيت أو خارجه، وتختلف كل أسرة عن أخرى في طرق التوعية، خصوصاً أن هناك اختلافاً بين الأطفال في القدرة على فهم التحديات التي تحيط بهم، والأخطار التي من الممكن أن يتعرضوا لها، وهو ما يتطلب أن تكون أساليب التوعية مبنية على أسس علمية ومنهجية لصعوبة الخطاب مع الطفل، وتوجيهه ضد أشياء لا يدركها، كما أنه ليس لديه الخبرة الكافية في الوقت نفسه لمواجهتها. خط الدفاع يقول عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش: «يواجه الطفل تحديات كبيرة في هذا العصر، تستلزم أن تكون الأسرة خط الدفاع الأول، وأن تشمله بعناية خاصة، وتحصنه داخلياً، وتشبع حاجاته بصورة طبيعية»، لافتاً إلى أن السنوات الأولى في عمر الطفل تسهم في بناء شخصيته، وتنمي لديه القدرات الذاتية، وتدفعه للتفكير بإيجابية، ومن ثم تعلمه كيف يدرأ عن نفسه الأخطار، ويرى العموش أنه يجب أن يكون التركيز في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، على غرس القيم لرفع سقف الوعي لدى الطفل بمحيطه الخارجي، وهو ما يمكنه من التعامل مع أفراد المجتمع، ومن ثم تصحيح السلوكيات غير المقبولة حتى تكون تنشئته صحيحة، وعلى أسس تربوية ناضجة. ثقافة المصارحة ويوضح العموش أن تربية الأطفال تحتاج إلى ثقافة، إذ إنه من الضروري أن يميز الطفل في علاقاته ما بين محيطه الأسري المكون من الأب والأم والإخوة وبين الغرباء، بحيث يكون حذراً في التعامل مع من هو أكبر منه سناً، ومن لا يعرفه بوجه عام، مبيناً أنه يجب أن ننمي ثقافة المصارحة مع الطفل، بحيث يحكي للأسرة عن كل ما يحدث له في مدرسته وخارج البيت بوجه عام دون توجيه العقاب له في حالة الخطأ، إذ إن تصويب الأخطاء بطريقة تربوية أفضل من توجيه العقاب، وينصح العموش بأن تتعاون الأسر مع الأطفال من أجل توفير أجواء صحية داخل البيت، ومن ثم تحصينهم ضد مخاطر العنف والإساءة. ... المزيد
مشاركة :