تعمد شركات سويدية بشكل متزايد إلى تقليص عدد ساعات العمل الأسبوعية من أربعين إلى ثلاثين من دون أي تخفيض في الرواتب بهدف استقطاب موظفين وتحفيزهم، غير أن هذه المبادرات قد لا تتكرس في التشريعات على رغم شعبيتها المتنامية على المستوى المحلي. فمنذ حوالي عقدين، يسجل تنام في هذه المبادرات لتقليص ساعات العمل في هذا البلد الاسكندينافي سواء في القطاع العام او الخاص، ضمن أطر محددة وبحسب نماذج تطبيقية مفصلة بما يتلاءم مع حاجات كل شركة. لذا من الصعب وضع حصيلة واضحة لهذه المبادرات. لكن بالنسبة لمعدي تدقيق أعدته دار سفارتيدالن للمسنين في غوتبورغ (جنوب غرب)، فإن منافع تخفيف ساعات العمل على صحة العمال واجتهادهم يمكن تقييمها بشكل كمي. ففي غضون عام، تبدي الممرضات اللواتي يعملن ثلاثين ساعة أسبوعياً شعوراً بالارتياح يفوق بنسبة 20% ذلك المسجل لدى زميلات لهن في منشأة اخرى يعملن لأربعين ساعة أسبوعياً، كما أنهن يكرسن حيزاً أكبر بنسبة 60% من أوقات الفراغ لديهن للنشاط الجسدي ما يساعد على تخفيض معدلات ضغط الدم وزيادة كتلة العضلات لديهن. كذلك ينعكس هذا الوضع إيجاباً على الجهة المشغلة إذ إن معدلات التغيب عن العمل تراجعت لتصبح نصف تلك المسجلة في هيئات بلدية أخرى.
مشاركة :