مسقط: الخليج جمال صوته مستمد من جمال محافظته ظفار، وهو بطل سهرات السمر التي يجتمع فيها الأصدقاء والأقرباء، حيث يصدح بأجمل الألحان، هو الفنان الطموح ناصر اليافعي، أو البلبل البرونزي في مهرجان الأغنية العمانية، صوت يستحق الانتشار لكنه لم يقو على الطيران لأبعد من الوطن، لأسباب يحدثنا عنها في هذا الحوار: * ماذا عن بداياتك الفنية؟ ومتى اكتشفت موهبتك؟ - منذ صغري كنت أحب الفن والموسيقى، ولا أفوت فرصة دون الغناء في حفلات السمر والأمسيات التي تجمعني بأصدقائي، وكنت دائماً ما أنال عبارات الثناء والإشادة والتشجيع، ولذلك كان أصدقائي يطالبونني باستمرار بمحاولة دخول المجال الفني، لعرض موهبتي على جمهور أوسع. ومن هنا جاءت أولى مشاركاتي في خريف العام 2008، بمشاركتي في أمسيات مهرجان صلالة السياحي، ثم صارت لي مشاركات في حفلات رئيسية ضمن المهرجان، وتوجت ذلك بمشاركتي في مهرجان الأغنية العمانية في العام 2015. * هل تأثرت في بدايتك بغيرك من الفنانين العمانيين أو الخليجيين؟ - بالطبع كنت وما زلت شديد الإعجاب والتأثر بعدد من الفنانين الخليجيين، الذين أستمع لهم بشكل دائم وتلهمني أصواتهم، ودائماً أردد أغنياتهم، ومنهم محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وأبو بكر سالم. إعجابي بهم نابع من نوعية الموسيقى الراقية التي يقدمونها، من حيث الكلمة واللحن وقوة الأداء، ولذا كان مشوارهم الفني جديراً بالاحترام والتقدير. * شهدت أغنية تسلم عيونك التي شاركت بها في مهرجان الأغنية العمانية نجاحاً كبيراً وكانت بوابة انتشارك. أين أنت اليوم بعد سنة تقريباً من تلك المشاركة؟ - حققت أغنية تسلم عيونك، وهي من كلمات حامد بن ناصر الحمر وألحاني، نجاحاً جيداً وفزت عنها بجائزة البلبل البرونزي في المهرجان. ما حققته حتى اليوم جيد ولكنني لست راضياً عنه تماماً، علماً بأنني - وكذلك غيري من الفنانين - لست مسؤولاً عن النجاح بشكل كامل، فعندما تغيب الشركات الداعمة، لا يبقى لنا سوى الاعتماد على أنفسنا، والعمل قدر المستطاع بشكل منفرد لتحقيق الانتشار، وهذا أمر صعب وحمل كبير يوضع على عاتق الفنان في بداية مشواره. على أية حال أبذل جهوداً كبيرة لدعم نفسي، وأعتقد أن أغنياتي تلاقي نجاحاً مهماً في محافظة ظفار، وأرصد ذلك من خلال التفاعل معها لدى طرحها عبر يوتيوب. * لماذا لم تفكر في المشاركة في أحد برامج الغناء العربية لتحقق انتشاراً أسرع وتختصر الوقت؟ - كنت أتمنى المشاركة في أحد هذه البرامج، وهي بالفعل تختصر العمل أمام الفنان وتقربه من الشهرة وتحقق له انتشاراً سريعاً في وقت قصير. لكن ما منعني هو ارتباطي بعملي، ولذلك لا أستطيع التفرغ لوقت طويل للمشاركة في تلك البرامج. وقد كان لمشاركتي في مهرجان الأغنية العمانية نفس الهدف، إذ نجحت من خلاله في تقديم صوتي إلى الجمهور العماني، وتوسعت مشاركاتي في حفلات فنية من صلالة إلى مسقط وبعض ولايات السلطنة الأخرى، ما يعد خطوة أولى في مشواري الفني. * ما الصعوبات التي تواجه الفنان العماني ليحقق الانطلاقة؟ - غياب الدعم المادي، فهو تقريباً معدوم، وكل ما أقدمه جهد شخصي، حيث لم أنل أي دعم مادي من أحد، فهذه إحدى أهم الصعوبات التي تواجه الفنان العماني. والمقصود بالدعم المادي الإسهام في الترويج لأعمال الفنانين العمانيين، أو إذاعتها عبر القنوات المختلفة. إضافة إلى عدم وجود معاهد فنية موسيقية في محافظة ظفار، تؤهل المواهب موسيقياً، ما يسبب اختفاء كثير من الأصوات الجميلة وضياعها، فما يوجد لدينا هو بعض الاستوديوهات الفنية، التي تقدم بعض المساعدة في هذا الإطار. نتمنى أن يتغير ذلك وأن يجد الفنان العماني المحبط من يأخذ بيده، سواء من قبل الحكومة أو الشركات الخاصة.
مشاركة :