إسطنبول – الوكالات: شن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أعنف هجوم على الغرب منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، متهما البلدان الغربية بدعم «الإرهاب» والانقلابيين الذين كادوا أن يطيحوا به. وقال الرئيس التركي في خطاب ألقاه في أنقرة ردا على انتقادات الولايات المتحدة وأوروبا حول حجم عمليات التطهير بعد الانقلاب الفاشل في 15 يوليو، إن «الغرب يدعم ويا للأسف الإرهاب ومدبري الانقلاب». وأضاف في منتدى اقتصادي عقد في مقر الرئاسة، أن «هؤلاء الذين كنا نظن أنهم أصدقاء يقفون إلى جانب مدبري الانقلاب والإرهابيين». وأكد أردوجان أن سيناريو الانقلاب الفاشل في تركيا «أعد في الخارج». وتتهم أنقرة الداعية فتح الله جولن المنفي في الولايات المتحدة بالتخطيط للانقلاب، إلا أن جولن نفى هذه التهمة نفيا قاطعا. وانتقد الرئيس التركي من جهة أخرى قرار السلطات الألمانية منعه من التحدث عبر الفيديو إلى مناصريه خلال تظاهرة نظمت الأحد في كولونيا لدعم الديمقراطية. وانتقد أيضا برلين لأنها سمحت أخيرا ببث كلمة في الآونة الأخيرة عبر الفيديو لقادة من حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي منذ انهيار وقف إطلاق النار في يوليو 2015. عملية التطهير المتعددة الاتجاهات التي بدأت في تركيا بعد الانقلاب الفاشل، وصلت أمس الثلاثاء إلى أحد آخر القطاعات التي كانت تبدو مستثناة، أي القطاع الصحي، حيث صدرت مذكرات توقيف في حق 98 عضوا من موظفي أكبر مستشفى عسكري في أنقرة، كما أعلن مسؤول تركي. وتشتد حملة مطاردة الأنصار الحقيقيين والمفترضين للداعية جولن منذ أسبوعين ونصف أسبوع. وقد شملت حتى الآن الجيش الذي تم عزل نصف جنرالاته، وكذلك القضاء والتعليم والصحافة. لكن بعد عملية دهم قامت بها الشرطة الثلاثاء، أوقف خمسون موظفا في أكاديمية غولهان الطبية العسكرية على ذمة التحقيق، ومنهم أطباء عسكريون، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وطالت حملة القمع التي أعقبت المحاولة الانقلابية جميع جوانب الحياة في تركيا بما فيها كرة القدم. وأقالت سلطات كرة القدم التركية أمس 94 مسؤولا من بينهم حكام، بحسب ما أفاد اتحاد كرة القدم التركي الثلاثاء.
مشاركة :