تحذير فلسطيني من خطة إسرائيلية لإفراغ قرى القدس من أهلها

  • 8/3/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر المهندس عدنان الحسيني، وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، من الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في المدينة المقدسة وضواحيها. وقال إن هذه الإجراءات تندرج في خطة واضحة المعالم لإفراغ السكان الفلسطينيين من بلداتهم وتوسيع السيطرة الإسرائيلية على الحياة الداخلية للسكان، بما في ذلك تغيير الواقع في الأقصى، وزيادة التدخل في شؤون دائرة الأوقاف الإسلامية. وقال الحسيني، في مؤتمر صحافي دعا إليه خصيصا من أجل الحديث عن هذه الأخطار، إنه في الوقت الذي تتحدث فيه قوى إسرائيلية عن ضرورة الانسحاب من قرى فلسطينية في محيط القدس، بهدف تخفيض عدد السكان الفلسطينيين وتعزيز الأكثرية اليهودية داخل المدينة، تقدم السلطات الإسرائيلية على إجراءات تؤدي إلى تخفيض عدد الفلسطينيين أيضا داخل القرى المحيطة. فإلى جانب الإكثار وعلى نحو غير مسبوق، من عمليات هدم المنازل الفلسطينية في القدس، تسعى لتحويل القرى الفلسطينية المحيطة بالمدينة إلى مناطق معزولة يصعب على السكان العيش فيها، ما يدفع كثيرين منهم إلى الرحيل. فقد تم هدم 11 مبنى تضم 25 شقة في منطقة قلنديا، خلال شهر واحد. ولأول مرة، تم توجيه إنذارات إلى أصحاب هذه المنازل من قبل ست جهات إسرائيلية، مجتمعة، هي: وزارة الدفاع والبلدية الإسرائيلية والإدارة المدنية التابعة للجيش ولجنة التنظيم والبناء ووزارة الداخلية ودائرة الأملاك في وزارة المالية. وقال: ليس صدفة توحيد هذا الجهد، فهناك توافق بين المؤسسات الإسرائيلية على عزل القرى المحيطة بمدينة القدس، مثل بلدة بيت إكسا وقرية النبي صموئيل، والقرى الفلسطينية الجاري تنفيذ المخطط الاستيطاني «E1» عليها في شرق القدس، وقضايا البدو في المنطقة نفسها. وتطرق الحسيني إلى الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، فقال: إن هناك تصعيدا للإجراءات الإسرائيلية ضد حراس المسجد الأقصى والموظفين في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس وموظفي لجنة الإعمار، وتدخلا غير مسبوق، في تفاصيل الأمور المتعلقة بالمسجد وإدارة شؤونه. وقال: السلطات الإسرائيلية بدأت معركة ضد حراس المسجد الأقصى والموظفين في إدارة الأوقاف الإسلامية. وهي تعرقل أعمال الصيانة والترميم، لدرجة أن إدخال كيس الإسمنت للترميم لا يتم إلا بشق الأنفس. وأضاف أن الاحتلال يركز اعتداءاته بشكل خاص على حراس المسجد الأقصى الذين يقومون بحماية المسجد، فيبعدون عددا منهم ويعتقلون آخرين ويفرضون عليهم غرامات باهظة. وهم يفعلون ذلك لأنهم يجابهون تصرفات المستوطنين الشاذة، ويحاولون منعهم من أداء طقوس دينية بعد اقتحاماتهم المرفوضة لساحات المسجد. وقال: إن هذه الإجراءات تشتد في الأيام الأخيرة، إذ يستعد المستوطنون اليهود لاقتحامات جديدة ومكثفة فيما يسمونه «ذكرى خراب الهيكل». وحذر المسؤول الفلسطيني من خطة وزارة التعليم الإسرائيلية للتدخل في المناهج التعليمية الفلسطينية في مدارس القدس العربية واستبدال مناهج إسرائيلية بها، فاعتبره عملية تهويد للعقل. وقال: «الآن يلجأون إلى الإغراءات المالية، فيعرضون على المدارس مخصصات مالية مقابل التنازل عن المناهج. لكن على أهلنا أن يتذكروا بأن هذه الأموال هي واجب على إسرائيل مقابل الضرائب الهائلة التي تفرضها وتجبيها منا. وليس من حقها أن تستغل هذا الأمر لتحقيق مكاسب سياسية، وبالتالي فإن الأمر يقع على عاتق السكان لوقف هذا الأمر، فإذا كان موقفنا قويًا فإنهم سيتراجعون». واختتم الحسيني بالإشادة بموقف المقدسيين، الذين «يشرفون أمتنا بالصمود غير العادي. فعلى الرغم من كل الإجراءات والحصار بكل أنواعه، فإن عددنا في ازدياد، ونشكل 38 في المائة من عدد سكان القدس بشطريها، وهذا يدل أنهم على قدر المسؤولية». وحذر من أن استمرار أساليب الاحتلال سيؤدي إلى تفجير الأوضاع في القدس من جديد.

مشاركة :