اشتعل الموقف الفلسطيني الداخلي من جهة والفلسطيني الإيراني من جهة أخرى، على خلفية موجة التصريحات الغاضبة الصادرة من طهران بعد لقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، برئيسة تنظيم "مجاهدي خلق" الإيراني المعارض، مريم رجوي، وصولا إلى تبادل البيانات الغاضبة بين منظمة التحرير وجهات فلسطينية حليفة لطهران. وقال مدير عام الشؤون الدولية في مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن دعم عباس لما وصفه بـ"الإرهاب" بدل مكافحته "مدعاة للأسف بالنسبة الشعب الفلسطيني" منتقدا لقاء عباس برجوي عبر القول إن الرئيس الفلسطيني "لا يعير اهتماما بمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني" وأضاف أن عباس "يعلن تأييده للعدوان السعودي ضد الشعب اليمني المظلوم وتارة اخرى يجتمع بمتزعمة زمرة المنافقين (الوصف الإيراني لمجاهدي خلق) معلنا بذلك نوعا ما دعمه للإرهاب. من جهة ثانية، أصدر تجمع ما يعرف بـ"فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية" بيانا شجب فيه لقاء عباس مع رجوي معتبرا أن اللقاء "جاء تلبية لطلب سعودي في اطار تحشيد المواقف ضد إيران". ورأت الفصائل أن الخطوة تمثل "طعنة للعلاقات الفلسطينية الإيرانية" واتهمت عباس بـ"الانحياز إلى محور السعودية" مع توجيه انتقادات له بمزاعم بينها ملاحقة "قوى المقاومة" و"المساومة" على الحقوق وفق تعبيرها. من جانبها، ردت منظمة التحرير الفلسطينية ببيان حاد اللهجة على ما جاء في موقف "تحالف قوى المقاومة الفلسطينية" ورأت أنه "يعبر فقط عن إفلاس سياسي وبندقية مأجورة لا علاقة لهم بفلسطين، بل كانوا ولا زالوا مجموعة مرتشية ومرتزقة، يخدمون أهدافا غير فلسطينية وغير وطنية، كما أنهم لا يمثلون أحدا ويشكلون عارا على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة." وكان عباس قد التقى برجوي السبت الماضي خلال وجوده بالعاصمة الفرنسية باريس. وعرّفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية رجوي بـ"رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج" مضيفة أن رئيس السلطة الفلسطينية "أطلع رجوي على تطورات الأوضاع" واستمع منها إلى "شرح حول مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي الذي عقد مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس."
مشاركة :