حجزت الفنانة غادة عادل مكانها في المواسم الدرامية، على رغم أنها لا تسعى إلى ذلك، وإنما ما يشغلها دائماً هو الدور الجيد الذي يجعلها تظهر طاقات فنية جديدة. وكانت إطلالتها في مسلسل «الميزان» الذي عرض في رمضان الماضي مختلفة، وتعتبر أنها أضافت إليها نجاحاً جديداً في مسيرتها الفنية. تقول غادة عادل لـ «الحياة»: «توقعت النجاح للمسلسل بمجرد قراءتي السيناريو، لأنه يعتمد على فكرة جديدة ويناقش العديد من القضايا المـهمة التي تمس المواطن، لكنني فوجئت بالنجاح الضخم وتفاعل الجمهور معه بمجرد عرض الحلقات الأولى منه، واستقبلت العديد من ردود الفعل الإيجابية سواء داخل مصر أو خارجها، واكتشفت أن المشاهد أصبح يشعر بأن شخصيات العمل جزء من حياته وتقابل معها في مواقفه اليومية، وهذا ناتج من بساطة تناول القضايا محل النقاش، وحرفية المؤلف باهر دويدار في تقديم القصة في شكل يحمل التشويق والإثارة، ما جعل المتفرج يحرص على متابعة الحلقات بشغف واستمتاع». وتضيف: «كان للمصادفة أثر كبير في وجودي على الشاشة الصغيرة هذا العام، فلم أكن أنوي الظهور في دراما رمضان لأن معظم السيناريوات التي عرضت عليّ لم تكن تناسبني، إلى جانب انشغالي ببعض الظروف الأسرية والتي كانت تجبرني على السفر خارج مصر لفترة طويلة، لذلك عندما عرض عليّ مسلسل «الميزان» اعتذرت عنه في البداية على رغم إعجابي الشديد بالدور، وتم ترشيح الفنانة روبي له، لكنني فوجئت بعد فترة باتصال من المنتج طارق الجنايني يبلغني فيه بإعادة ترشيحي، وكنت وقتها متفرغة فوافقت على الفور وبدأت بعدها مباشرة في تصوير مشاهدي». وعن دورها تقول: «شخصية «نهى» مختلفة عن بقية الأدوار التي جسدتها سواء في السينما أو التلفزيون، وللمرة الأولى أجسد شخصية محامية، الأمر الذي يعتبر تحدياً كبيراً بالنسبة إلي، وتطلب مني تحضيراً خاصاً والتركيز على كل تفاصيلها الإنسانية أو المهنية. ووجدت أنها لا تحتاج التغيير في الشكل وإنما تتطلب أداء تمثيلياً معيناً كي تصل الى الجمهور في منتهى المصداقية ويتعايش معها في كل الأحداث التي تمر بها، بل ويتعاطف معها في المواقف الصعبة التي تتعرض لها». وتشير غادة إلى أن هذه الشخصية تشبه الى حد كبير العديد من السيدات في المجتمع، كما أنها تتشابه معها في العديد من الصفات الشخصية ومنها الطيبة والحنان، وفي الوقت ذاته القوة والتحدي والاجتهاد في العمل، بينما تبتعد عنها في الجدية والصرامة إذ إنها تعشق روح المرح والفكاهة. وتوضح أنها نموذج للمرأة التي يمكن أن تضحي بحبها من أجل مبادئها، وعلى رغم انتشارها في المجتمع إلا أن الدراما أغفلت هذه الشخصية في السنوات الماضية وكان يجب إلقاء الضوء عليها. وترى أن المسلسل يحمل العديد من الرسائل الهادفة ويقترب من الواقع الذي نعيشه، ويظهر شخصيات سلبية وإيجابية لكنها موجودة بيننا. وتبدي سعادتها بالتعاون مع فريق عمل المسلسل بداية من الممثلين باسل الخياط ومحمد فراج وسناء شافع وأحمد فهمي الذين جمعتها بهم غالبية المشاهد، وتؤكد أنهم ساعدوها كثيراً في الوصول إلى أعلى أداء تمثيلي، خصوصاً أنهم فنانون محترفون وقادرون على الإضافة الى أي ممثل يقف أمامهم، إلى جانب بقية المشاركين في العمل ومنهم صبري فواز وناهد السباعي وأحمد العوضي وبيومي فؤاد وهنا الزاهد، والذين وصفت وجودهم بأنه إضافة كبيرة وأحد أسباب نجاح المسلسل. وتقول إنها استمتعت أيضاً بالتعاون مع المخرج أحمد خالد موسى الذي تعتبره من المخرجين الذين أضافوا إليها وجعلها تكتشف جوانب فنية أخرى لم تكن تعلم أنها تمتلكها. وعــن شكل التنافس بين المسلسلات هذا العام، تعتبر غادة أن الدراما تطورت في شكل كبير من حيث الموضوعات المعروضة وشكل الصورة وطريقة التصوير، وذلك كله يأتي في صالح المشاهد بخاصة والصناعة عموماً. وتوضح أنها سعدت بوجود عدد كبير من الأعمال القيمة والتي تحمل مضموناً فنياً راقياً، لأن التفوق وسط مجموعة مميزة يجعلها تتذوق طعم النجاح الحقيقي. وتفصح أنها حرصت على متابعة عدد من المسلسلات، ومنها: «ونوس» بطولة يحيى الفخراني، «مأمون وشركاة» بطولة عادل إمام، «فوق مستوى الشبهات» ليسرا، «راس الغول» لمحمود عبدالعزيز، «سقوط حر» لنيللي كريم، و«أفراح القبة» لمنى زكي. وتشير إلى أن الدراما المصرية تؤكد كل عام أنها الأفضل وأنها ستظل على القمة حتى لو ظهرت أنواع جديدة مثل الدراما التركية والهندية وغيرهما. وعن مشروعها الدرامي المقبل، تقول: «هناك العديد من المشاريع المعروضة عليّ، لكنني حتى الآن لم أحسم قراري في أي منها، لأنني كنت أجهز لمشروع سينمائي بعنوان «بنات روزا»، لكنه توقف بعد وفاة المخرج محمد خان، والذي كان موكلاً لإخراجه. وأتمنى أن تكون خطوتي المقبلة في السينما لأنني لا أستطيع التغيُّب عنها لفترة طويلة».
مشاركة :