الجزائر: قياديون قدامى في «جبهة التحرير» يطالبون بـ «إنقاذها» من أمينها العام

  • 8/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طالب مجاهدون بارزون في الجزائر من المنتمين سابقاً الى حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم، بإسقاط الأمين العام الحالي للحزب عمار سعداني، متهمين إياه بـ «الإساءة لتاريخ الجبهة واستغلالها لأغراض شخصية». وشكلت الرسالة موضوع تساؤلات عما إذا كانت تمهيداً لحملة لإطاحة سعداني تقودها جهة متنفذة، أم رسالة عابرة لا تمثل سياقاً سياسياً. ووجهت شخصيات تاريخية بياناً إلى الرأي العام عنوانه: «نداء المجاهدين من أجل انعتاق جبهة التحرير الوطني المسلوبة»، يستنكرون فيه «استحواذ عمار سعداني وشلة من رجال الأعمال المشبوهين على اسم جبهة التحرير الوطني رمز ثورة نوفمبر، لأغراض شخصية أنانية». وقال لـ «الحياة» حسين خلدون الناطق باسم «الجبهة» أن «مثل هذه الرسائل لا تمثل إلا أصحابها»، مؤكداً أن مسألة «قيادة الحزب تناقش بين إطاراته ومناضليه وداخل هيئاته المنتخبة»، معتبراً أن «هذه الرسالة لا تستحق أدنى التفاتة». وتعددت مبادرات سياسية داخل أحزاب جزائرية في الفترة الأخيرة، يربطها مراقبون ببداية حملة الانتخابات الاشتراعية المرتقبة ربيع العام المقبل، وتفككت تحالفات عدة ونشأت أخرى حتى بين أحزاب في المعارضة الراديكالية وفي الموالاة التي توصف بـ «العمياء». وضمت لائحة الموقعين من قدامى «جبهة التحرير»، أسماء بارزة في الثورة الجزائرية أمثال ياسف سعدي، قائد معركة الجزائر، وزهرة ظريف بيطاط إحدى بطلات معركة الجزائر أيضاً، إضافة إلى الرائد عز الدين وجيلالي قروج وهو أحد أشهر الناجين من حكم الإعدام في الثورة الجزائرية. إلا أن طبيعة الشخصيات الـ14 الموقعة، لا تمثل امتداداً للرئاسة الجزائرية، على أساس أن زهرة ظريف بيطاط كانت إلى وقت قريب من الشخصيات «المغضوب عليها»، بعد مشاركتها في مبادرة الـ «19» والتي كانت تطلب لقاء الرئيس لـ «التأكد إن كان على علم بما يجرى في البلاد»، ما اعتبره محيط الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة «تشكيكاً في أهلية الرئيس الصحية»، فيما كان الرائد عز الدين من الشخصيات المقربة من علي بن فليس رئيس الحكومة السابق، في أول حملة انتخابية خاضها لانتخابات الرئاسة عام 2004. ويشكل عمار سعداني، حالة نادرة في الشخصيات السياسية الجزائرية، قياساً لقيادته لـ «الدعاية السياسية» لعملية الإطاحة بقائد الاستخبارات السابق محمد مدين (توفيق) وعدد كبير من الضباط النافذين في المؤسسة العسكرية، تحت شعار «تمدين نظام الحكم». وتأتي الرسالة التي يمثل أصحابها رمزية هائلة لدى قواعد «جبهة التحرير»، في وقت تشتد الضغوط على سعداني من باقي خصومه داخل الحزب، خصوصاً رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم الذي يسعى في الكواليس الى لمّ شمل معارضي الأمين العام الحالي من أجل إطاحته. ويصنف عمار سعداني كواحد من المقربين من محيط الرئيس بوتفليقة، كما يشتهر بأنه سياسي عنيد يهاجم خصومه بحدة، وعاد إلى قيادة «جبهة التحرير» التي تتمتع بالغالبية البرلمانية وعلى أكبر عدد من الوزراء في الحكومة، بعد صراع مرير مع خصومه في خريف 2013.

مشاركة :