كشف قياديون في المعارضة السورية عن تخطيط الفصائل المقاتلة لفتح معابر آمنة في المناطق المحاصرة، مشيرين إلى سوء الأوضاع الإنسانية في جميع المناطق السورية وإلى أن النظام «يأخذ المدنيين رهائن»، بعدما اعتبرت شبكة حقوقية سورية حديث القوات النظامية السورية وروسيا عن معابر إنسانية لأحياء حلب الشرقية بعد فرض الحصار عليها مجرد «خديعة كبرى». وقال قائد الجبهة الشرقية وعضو «الهيئة العليا للمفاوضات» المقدم محمد العبود لـ«الحياة» أن الأوضاع الإنسانية في عموم سورية سيئة جداً، وأضاف: «العمل جارٍ حالياًٍ لفتح المعابر»، وتابع: «في حلب لا يوجد أي معبر إنساني، ولكن الثوار سيفتحون المعابر بأنفسهم»، مشدداً على أن الأوضاع في سورية تحكمها القوة، وأن التواصل مع الدول من دون جدوى، وقال: «القوة هي من تتكلم الآن، لأن الضوء الأخضر الأميركي لتدمير المعارضة المعتدلة لا يزال موجوداً». وكانت روسيا أعلنت أولاً ثم النظام السوري في 28 تموز (يوليو) عن افتتاح أربعة معابر، أطلقت عليها «إنسانية آمنة» لمغادرة الأهالي الموجودين في أحياء حلب الشرقية، ثلاثة معابر للمدنيين، ومعبر للمقاتلين المستسلمين، وألقت الطائرات الروسية والسورية في 28 تموز (يوليو) منشورات توضح خريطة المعابر: معبر حي بستان القصر - حي المشارقة، معبر الدوار الشمالي - دوار الليرمون، معبر مسجد الشيخ سعد - حي الحاضر، معبر حديقة سيف الدولة - أوتوستراد دمشق حلب، لكن لم تفتح هذه المعابر حتى اللحظة، وبالتالي لم يغادر أحد من المدنيين». من جهته، قال قائد الجبهة الساحلية السابق العقيد مصطفى هاشم لـ«الحياة»، بعد مرور أكثر من خمس سنوات على بدء الثورة السورية، لجأ النظام السوري إلى سياسة التجويع من خلال محاصرته للمدن الثائرة من: داريا، والمعضمية، والغوطة الشرقية، وحمص، وأخيراً وصل إلى محاصرة الأحياء الثائرة في مدينه حلب، حيث أطبق النظام حصاره على أكثر من 300 ألف من المدنيين، وذلك بعد أن قصف المستشفيات، والأفران، ومحطات توليد الكهرباء، وخزانات المياه، ويساعده الطيران الروسي وطيران استطلاعه. وأضاف: «ستبذل المعارضة السورية كل ما بوسعها لفك هذا الحصار الخانق لحلب وبقيه المناطق المحاصرة في القريب العاجل». وتابع: «المعارك على أشدها في المناطق المحررة في الساحل السوري، ولا بد من التذكير بازدواجية المعايير الدولية ومنظماتها الإنسانية، وعدم اهتمامها بالوضع الإنساني المزري للمدنيين في المناطق المحاصرة وفي مخيمات اللجوء ضمن سورية». وأوضح الناطق العسكري لـ «حركة تحرير الوطن» النقيب رشيد حوراني لـ«الحياة» أن النظام السوري بالتعاون مع روسيا، أصبح يلجأ إلى الرهان على الحالة الإنسانية كسلاح، فيعمل على تدمير البنية التحتية للمنطقة التي يريد حصارها، وهو ما نفذه في مدينة حلب من طريق الغارات بالطيران الروسي الكثيف ليشكل ذلك عامل ضغط على الثوار وحاضنتهم الشعبية، وأضاف: الأمر عينه ينطبق على مناطق في داريا، والغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي. وحول الأوضاع الميدانية، أكد حوراني أن العمليات العسكرية كر وفر ولا يعني سقوط حلب بيد النظام وميليشياته «حصار حلب» أنه كسب المعركة، فهي جولة لكنها كانت صعبة ومكلفة مادياً وبشرياً بالنسبة له كثيراً، وهو إن حقق تقدماً هنا لكنه يغوص في بحر انكساراته في باقي المناطق، ومن الناحية العسكرية لا قيمة للسيطرة على منطقة ما إن لم تستطع القوة المسيطرة تأمينها وبسط الحياة الطبيعية بكل مظاهرها فيها.
مشاركة :