يهيمن المشهد العسكري في سورية، والحلول السياسية تنحسر، وفيما تنشغل موسكو باسترداد جثث طياريها الخمسة، عقب إسقاط المعارضة مروحيتهم في سراقب في ريف إدلب، تنهمك واشنطن في دراسة تقارير عن استخدام قوات النظام غاز الكلور السام في موقع تحطّم المروحية، معتبرة ثبوت ذلك «خطيراً للغاية». وبين انشغال عاصمتَي صناعة «الحل السياسي» للأزمة، كل بموضوع، واصلت المعارضة السورية أمس، تقدّمها، وسيطرت على كامل قرية الحويز، والتلة الملاصقة لها، في ريف حلب الجنوبي، وأصبحت على تخوم بلدة الوضيحي الإستراتيجية، كما استولت على كتل سكنية عدة في حي الراموسة جنوب غربي حلب، وأسرت مجموعة من قوات النظام، و23 عنصراً من «حزب الله» خلال تقدمهم في حي الحمدانية. وأفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن بأن قوات النظام، مدعومة بغارات روسية كثيفة، استعادت «تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب» من دون أن يسمّيها. من جهته، نفى القيادي في «جيش الفتح» المشارك في معركة حلب، زاهر أبو حسان ما أشيع عن اقتراب التوصّل إلى هدنة في المدينة، على خلفية التسريبات حول اتفاق روسي - أميركي، مشدداً على أن «المعارك مستمرة حتى تحرير كامل حلب» وأن «الهدنة تبدأ فقط بعد تحرير المدينة». في السياق، كلفت الحكومة الروسية عضو مجلس الشعب السوري السابق أنس الشامي التفاوض مع المعارضة لاستعادة جثث الطيارين الروس. وقال الشامي، الذي يقيم في موسكو: «كلّفتني الحكومة الروسية التوسّط ما بين القوات الروسية والمعارضة السورية لاسترداد جثث الطيارين الروس الذين قتلوا في تحطم مروحيتهم». على صعيد متصل، ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، أن الوزارة «تدرس» تقاريرعن قصف بغاز الكلور، قرب موقع إسقاط المروحية الروسية، معتبرة أن ذلك سيكون «خطيراً للغاية» إن كان صحيحاً.
مشاركة :