في معرضها الجديد «فرحة» الذي اقيم في متحف الفن الحديث في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، تخوض الفنانة المصرية سماء يحيى رحلة تستعيد فيها علاقتها بالموروث الشعبي والتراث المصري القديم. يضم المعرض مجموعة منتخبة من أحدث لوحات سماء يحيى التي تعتمد فيها المزج بين الزخارف والرموز، بالإضافة لتصوير الطبيعة التي تعبر عن خصوصية البيئة المصرية وتجربتها الشخصية في طفولتها. وعن معرضها قالت: «حاولت من خلال اللوحات المزج بين عالمين مختلفين، عالمي الخاص وعالم الموروثات الثقافية الشعبية، ورغم اختلافهما أشعر دائمًا بروح مشتركة بينهما، فجاءت لوحاتي لتجسد هذه العلاقة بين عالم حالم، متفائل، شاعري، وبين عالم مشحون بالمعاني والدلالات المحفورة في وجداننا ولها سحرها ووقعها البصري المُتناغم مع رؤيتي الفنية، في صياغات تربط الماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل». المعرض يشهد حضورا كبيرا للفنانين التشكيليين والأدباء حيث عقدت ندوة لمناقشة علاقة الفن التشكيلي بالأدب والتراث ودور الصورة والكلمة في خلق حياة ثقافية ثرية بمشاركة الشاعرين أسامة عفيفي وجمال القصاص. وقال القصاص: «إن معرض «فرحة» نجح في طرح مفاهيم جديدة ابتكارية تدفع بجدية للبحث في معيننا الحضاري وموروثنا الثقافي والشعبي الغني بالمحفزات الإبداعية القادرة على استثارة مخيلة الفنان والبحث في تقديم منتج فني ينحاز لهويتنا». وقال عفيفي: «هناك حالة من المزج المدهش بين عالم الخيامية بتصاميمه الفنية المحفورة في وجداننا وبين عالم الفنانة الحالم والشاعري بنسائه ومراكبه ذات الأشرعة وكأنها صور أخرى للمرأة تسبح في اتون عالم الفنانة شديد الخصوصية». وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية الدكتور خالد سرور: «تتميز لوحات الفنانة سماء يحيى بحالة فنية ووجدانية شديدة الخصوصية تعكس شخصيتها الفنية المرتبطة بقراءتها الواعية للحاضر ورؤيتها للمستقبل وشغفها وتأثرها بالتراث، وتحديدًا عالم الخيامية المُحمل بالزخارف والحيوات الماضية، حوار تجسده سماء يحيى بألوانها وعجائبها وأشكالها ومراكبها ونسائها مع نقوش وزخارف لها خصوصيتها ودلالاتها في الوجدان الشعبي ما يخلق حالة من الفرحة تعكس روح الفن الذي يهدف في أساسه للبهجة».
مشاركة :