يضحكون الناس على أنفسهم

  • 2/5/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

من يحمي "الأطفال" من أولياء أمورهم..؟ حين يصور أب أو أم أطفاله أثناء بكائهم أو بعض تصرفاتهم الشخصية وينشر الفيديو؛ لإضحاك الغير، فهو لا يحترم نفسه، ولا يقدر معنى "الأبوة والأمومة" ولا يدرك أهمية "التربية".. ويحتاج إلى دورة في التربية ليكون صالحا لأداء مهامه. آثار مباراة النصر والهلال في نهائي كأس ولي العهد، كشفت لنا نقصا في أسس التربية لدى "بعض" أولياء الأمور، الذين ينشرون "فيديوهات" ردود أفعال أطفالهم "الهلاليين" بعد خسارة فريقهم، وقد كان أحد الأطفال يهرب من عين كاميرا والده لكي لا يكون موطن سخرية تلتصق به مدى الحياة، وآخر يخفي وجهه عن كاميرا والدته؛ لكي لا تكون انفعالاته مشهداً كوميدياً أمام الكبار قبل أقرانه. هل أطفالنا بلا قيمة في قلوبنا إلى درجة أننا بكل بساطة نحول تصرفاتهم إلى فكاهة للعالم؟ وهل قلوبنا بلا رحمة إلى درجة أننا بدل أن نواسي أطفالنا ونخفف عنهم، نبحث عن الهاتف لنوثق بكاءهم ليضحك عليهم العالم ويضحكوا علينا بعد ذلك..؟ إذا لم تحترم أنت أطفالك فلن يحترمهم غيرك.. وإذا كنت أنت أول من يسيء إلى أطفالك، فكيف ستدافع عنهم حين يسيء إليهم الغير في المدرسة أو الشارع أو الحديقة..؟ ربما نحتاج إلى إعادة مراجعة التهم التي أطلقت على "بعض" المعلمين، لعدم احترامهم الطلاب ونشرهم لفيديوهات تصرفات وردود أفعال طلابهم؛ لأن المعلم لن يكون أحرص من الأب والأم على أطفالهما. كنت أقول في نفسي، ألا يخطر ببال المعلم الذي يصور طلابه بأنه ربما يكون طفله ضحية أخرى لذات الجريمة من معلم آخر.. اليوم أقول: كيف يحترم المعلم أطفالاً لم يحترمهم أهلهم ولم يحافظوا على خصوصيتهم..؟ إذا كنا متفقين على أن المعلم الذي يسيء لطلابه بتصويرهم يحتاج إلى عقاب، فماذا نقول عن الأب الذي يمارس نفس الجريمة..! يظن بعض الآباء والأمهات أن تصويرهم لأطفالهم لن يتجاوز "قروب" العائلة على "الواتس أب"، لكني لا أظن أحدا يجهل أن ما يدخل "الواتس أب" لن يقف دون "الكيك" و"اليوتيوب"، وأن ما يخرج من جوالك لن تسيطر عليه إطلاقاً. (بين قوسين) قصص الحياة بـ"حلوها ومرها" جميلةٌ في الذاكرة، لكنها تفقد جمالها إذا خرجت للعلن.

مشاركة :